ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







يجب تسجيل الدخول أولا

تاريخ الكشف الأثري لمقابر بنغازي

المصدر: مجلة كلية الآداب
الناشر: جامعة بنغازي - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: بوزيان، أحمد مصطفى (مؤلف)
المجلد/العدد: ع38
محكمة: نعم
الدولة: ليبيا
التاريخ الميلادي: 2013
الصفحات: 63 - 86
ISSN: 2523-1871
رقم MD: 804497
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

18

حفظ في:
المستخلص: المقابر القديمة إذا ما اكتشفت سليمة تعد مصدرا مهما لمعلومات شتي حول عادات الدفن والتقاليد المتبعة فيها، بالإضافة إلى أنها تقدم صورة واقعية عن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية والديموغرافية وغيرها عن المرحلة التي تنتمي إليها، بنغازي القديمة كانت إحدى المدن التي أسسها الإغريق في مطلع القرن السادس ق.م عند قدومهم إلى إقليم كيرينايكي، وأطلقوا عليها في بادئ الأمر اسم يوسبيريديس الواقعة حاليا في أنحاء مقبرة سيدي عبيد وسبخة السلماني، ثم هجرت حوالي منتصف القرن الثالث ق.م وانتقل سكانها إلى الشمال قليلا بالقرب من شاطئ البحر فيما يعرف باسم بيرنيكي التي استمرت الحياة فيها حتي الفتح الإسلامي في منتصف القرن السابع الميلادي وما بعده. وخلال هذه المرحلة الزمنية الطويلة كانت عادة دفن الموتي هي السائدة بين سكان هاتين المدينتين، وانتشرت مقابرهم في أنحاء عدة حولهما، وأصبحت فيما بعد هدفا للرحالة الذين جابوا البلاد والقناصلة الأوربيين الذين أقاموا ببنغازي إما بنبشها مباشرة، أو عن طريق استئجار سكان المدينة للقيام بذلك الذين دعتهم الحاجة كذلك إلى القيام بهذا الأمر بأنفهم لسد لقمة عيشهم. وقد تناول هذا البحث سردا تاريخيا للكشف الأثري لمقابر المدينة الذي جاء معظمه بمحض الصدفة بداية من الصف الأول من القرن التاسع عشر حتى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وتنوعت ما بين مقابر فردية وجماعية، منها المقطوع في الصخر ومنها المبني أسفل سطح الأرض وتباينت ما بين إغريقية وهلينستسة ورومانية مبكرة. والملفت للنظر أن الحالة لم تتغير حتى بعد مرحلة استقلال البلاد ووجود جسم يرعى تراثها الإنساني، فالحبل ما زال على الجرار، وما زالت الأخبار تردبين الحين والآخر عن مزيد من الانتهاك والتدمير لهذه المقابر، وبالتالي فقدت معلومات لا يمكن أن تعوض عن حلقة من حلقات تاريخ التراث الإنساني الذي هو ملك للبشرية جمعاء ومصدر فخر لسكان هذه البلاد. تعود التلال الرملية المتحجرة على طول الساحل الممتد من بنغازي حتي سوسة إلى عصر البلايستوسين من الزمن الجيولوجي الرابع، وقد شكلت مصدر البناء الرئيس منذ بداية الاستيطان الإغريقي للإقليم في أواخر القرن السابع ق.م1، وفضلا عن ذلك أصبحت معظم هذه المحاجر فيما بعد مكانا ملائما يقر في جوف واجهاتها المقابر الفردية والجماعية، كما هو الحال في يوسبيريديس، وتاوخيرة، وهادريانوبوليس، وبتوليمايس، وأبولونيا، إلى جانب العديد من المستوطنات المحصورة بينها وحتي تلك التلال المتحجرة القريبة من مراكز الحضر ولم تطلها عملية القلع كانت أيضا أماكن مناسبة للدفن، فالعديد من المقابر التي اكتشفت في مدينة بنغازي منذ بداية القرن التاسع عشر حتي وقتنا هذا تقع على سفوح سلسلة التلال الداخلية الموازية للبحيرة التي كانت قديما متصلة بالبحر، ويطلق عليها حاليا سبخة السلماني، إذ كانت التلال تسير في سلسلة متقطعة على ضفاف البحيرة من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي.

ISSN: 2523-1871