ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الهوية الإسلامية والخروج من التبعية

المصدر: التقرير الاستراتيجي الرابع عشر الصادر عن مجلة البيان: الأمة والخروج من التبعية
الناشر: مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية
المؤلف الرئيسي: الصويان، أحمد بن عبدالرحمن (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2017
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1438
الصفحات: 13 - 31
رقم MD: 804541
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

156

حفظ في:
المستخلص: من أعظم مقاصد الدين التي تواترت النصوص على تأكيدها، وحثت المسلم على رعايتها: الاعتزاز بالإسلام، واليقين برفعة هذا الدين. وإن سبيل العزة والنجاة، وطريق الاستقلال والتمكين: الاستمساك بالوحي المنَزَّل، والاعتصام بحبله المتين، والحذر من الانصراف عنه، أو الافتتان بغيره من أهواء أو قوانين البشر. وإن الوحي هو الطريق والمنهاج المهيمن على عقل وفكر المسلم، وهو الإطار المرجعي الذي يصوغ حياته كلها؛ بل يصوغ المجتمع المسلم كله، بجميع مفاصله واحتياجاته، وأسست شرائع الإسلام منظومة عقدية وقيمية شاملة، رفعت شأن المسلم وغمرته يقينًا واطمئنانًا، وميَّزت شخصيته فكرًا وسلوكًا، وأرست فيه حصانة ومناعة فكرية، حفظته من الاغترار أو الذوبان في الأمم والثقافات الأخرى. وقد أثبتت حركة التاريخ أن بقاء الحضارات ونموها وتجددها مرهونٌ بعوامل كثيرة، على رأسها ثقة أبنائها بحضارتهم، وإيمانهم بمقومات رفعتها. كما أن تآكلها ثم انقراضها ناتجٌ عن ضعف ثقة أبنائها بها، واندماجهم في حضارات أخرى! إن من أخطر ينابيع التبعية والاستلاب الفكري: الركون إلى العدو ومودته؛ فالبراء منه عقيدة إيجابية تعزز الممانعة في الأمة، وتبني فيها سياجًا صلبًا وحائطًا منيعًا يقطع أسباب التبعية أو الركون للأعداء! والمتأمل في واقع الأمة في العصر الراهن يجد أن أصل الداء، وجوهر الانحراف والتخلف: الهزيمة المتجذرة في عمق المجتمع المسلم، وسقوطه في سلك التقليد والتبعية بكل أبعادها الحضارية والفكرية والسياسية، والاقتصادية والاجتماعية.. وغيرها. وقد سعى الغرب المستعمر لبناء شبكة من القادة المحليين يُصْنَعُون على عينه ويتربون على موائده، ليكونوا أدوات له في تعميق التبعية في بلدانهم، فالنخب العلمانية التي تصدرت قاطرة الثقافة والفكر في المجتمعات العربية، قفزت إلى ضفة الاستعمار، وأصبحت جزءًا منه، فلم يعد الترحيب أو التعاون مع الاستعمار خيانة يستحيى منها، بل أضحت عند هؤلاء العلمانيين زينة يتجملون بها، ورسالة يدعون إليها. وإن المخرج من هذا النفق المظلم لا يكون إلا بالعودة إلى الأمة عقيدة وفكرًا، وسياسة واقتصادًا، والاعتزاز بهويتها وحضارتها، ولغتها وتاريخها، والانطلاق منها لتقديم النموذج الإسلامي الأصيل، بصفته التعبير الحضاري الذي يمثلها، وفي الاعتزاز بالإسلام والتمسك بالهوية الإسلامية، ونزع الوصاية الغربية، ووهم القداسة والتفوق المطلق للنموذج الغربي، وإعادة قراءته قراءة موضوعية، توظّف جوانب القوة والإبداع فيه، وتتجنب مصادر وعوامل الانحراف والتخلف فيه.

عناصر مشابهة