المصدر: | التقرير الاستراتيجي الرابع عشر الصادر عن مجلة البيان: الأمة والخروج من التبعية |
---|---|
الناشر: | مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية |
المؤلف الرئيسي: | مبروك، محمد إبراهيم (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2017
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة |
التاريخ الهجري: | 1438 |
الصفحات: | 85 - 108 |
رقم MD: | 804571 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
من المسلَّمات التاريخية الآن أن أوروبا كانت تعيش في ظلام تام في العصور الوسطى؛ بسبب جمود واضطهاد الكنيسة، وتحت تأثير الفكر الإسلامي الذي تلاقت معه أوروبا عبر مسارات ثلاث؛) الأندلس- صقلية وجنوب إيطاليا- الشام ومصر في الحروب الصليبية(، وعلى إثرها تاقت العقول الغربية إلى التحرر والانعتاق من عبودية الكنيسة، وتطور ذلك إلى حركة فكرية وعلمية استعادت التوجه العلماني للحضارة الغربية من الفلسفة اليونانية حتى آلت إلى ثورة على الدين أيّ دين، ومعاداة للمقدس أيًّا كان منطقه ومحتواه. هناك عدة أسباب أدت إلى الواقع الحداثي للنهضة الغربية الحديثة، ومن الطريف أن يكون التأثر بالتقدم العلمي الإسلامي، والتحرر العقلي لدى المسلمين هو من أهم هذه الأسباب، وإن كان تم ترجمة ذلك في الغرب بتأثير العوامل الأخرى إلى عقلانية علمانية مطلقة. وكانت الكشوف الجغرافية سببًا آخر أدى إلى الغزو والاستعمار، وتراكم الثروات، ومن ثم نشوء الرأسمالية. أما السبب الذي سنتناوله بشيء من التفصيل فهو ما حدث من فساد بابوي وجمود فكري، واضطهاد للعلماء في العصور الوسطى، وبداية عصر النهضة. نحن لسنا أمام منظومة فكرية بأيّ شكل من الأشكال، وإنما نحن أمام أفكار ومذاهب شتى لا يمكن التعبير عنها بمنظومة، وإنما يمكن التعبير عنها- كما كان يحدث بالفعل حتى أوائل القرن العشرين – بالحضارة الغربية الحديثة. وأكثر الأفكار التي اقترنت بها هذه الحضارة هي أفكار لوك تحديدًا فهو العلماني، المادي، التجريبي، الديمقراطي، ثم اختزلت أفكار هذه الحضارة في البراجماتية، فحورت كل الحقائق حول المنفعة العملية، وألغت كل المرجعيات، فكانت النتيجة هي العبث والتفكك، وقد تم اكتشاف ذلك من جانب فلاسفة ما بعد الحداثة ولم يصنعوه. والخلاصة أن عجز كل المفكرين الذين تناولوا موضوع الحداثة عن تعريفها وذهابهم لاستحالة ذلك لا يعود لمدى صعوبة الأمر، وإنما يعود لعدم وجود منظومة من الأساس حتى يمكن تعريفها. فالصحيح أن يقال: الحضارة الغربية الحديثة، ومن ثَم يكون الحديث هنا عن مرحلة غربية بشكل أصم غير معبأ بكل تلك المصادرات البالغة لأيّ آخر عند استخدام لفظ الحداثة، والذي يعني منذ اللحظة الأولى في السياق الذي يستخدم له أن الحديث والمتقدم، والعظيم والجميل، والعلمي والعقلي هو منتج غربي بحت لا تتمتع به الحضارات الأخرى إلا إذا حذت حذوه ومضت في طريق الاستعباد له. |
---|