ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







فصل في الفكر السياسي للفلسطينيين في إسرائيل : الحركة التقدمية "1981-1992"

المصدر: القضية الفلسطينية بقعة ضوء في واقع عربي مظلم
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
المؤلف الرئيسي: حيدر، عزيز (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2016
مكان انعقاد المؤتمر: بيروت
الهيئة المسؤولة: مركز دراسات الوحدة العربية
الشهر: يونيو
الصفحات: 75 - 89
رقم MD: 804581
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

26

حفظ في:
المستخلص: شكلت الحركة التقدمية ظاهرة فريدة في التاريخ السياسي للعرب الفلسطينيين في إسرائيل؛ وأبقت طروحاتها بصمة وأثرا في تطورهم السياسي في المراحل اللاحقة، على الرغم من غيابها عن الحلبة السياسية. وقد تفردت في فكرتها بإمكانية التوفيق بين انتماء العرب الفلسطينيين في إسرائيل للمركز السياسي الفلسطيني وللمركز السياسي الإسرائيلي في الوقت نفسه. وتفردها ينتج من كون جميع الحركات السياسية الأخرى بقيت في هامش المركزين، باستثناء حركة أبناء البلد التي رأت نفسها جزءا من المركز الفلسطيني، بينما هي لا تعترف بدولة إسرائيل وتعتبر الصراع معها صراع وجود. ونظرا إلى تفردها بهذه الفكرة في طرحها السياسي، فقد كانت أول حركة سياسية عربية فلسطينية، وآخر حركة، تقبل بمبدأ التعاون والمشاركة مع قوى سياسية صهيونية. من جهة أخرى، وعلى الرغم من خلافها المبدئي مع الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فقد اتفقت معها في مسألة حل الدولتين للقضية الفلسطينية وجوهر المطالب الحياتية للعرب الفلسطينيين في إسرائيل، باستثناء مطلب الإدارة الذاتية الذي اختصت به. كما اتفقت معها في معظم أساليب النضال السياسي البرلماني واللابرلماني، باستثناء مسألة التعاون مع قوى صهيونية، بينما مارست الجبهة التعاون مع قوى يهودية غير صهيونية. أما خلافها مع حركة ((أبناء البلد))، فقد كان خلافا مبدئيا أيديولوجيا في كل القضايا الأساسية المتعلقة بالصراع مع إسرائيل: تعريف الوجود الإسرائيلي، ماهية القضية الوطنية الفلسطينية، حل مسألة العرب الفلسطينيين في إسرائيل وأساليب النضال، باستثناء النضال الشعبي اللابرلماني. يمكن تلخيص أهداف الحركة التقدمية ونشاطها بأنها ركزت على أربعة مطالب: الاعتراف بالهوية القومية والوطنية للفلسطينيين في إسرائيل، حق النفاذ إلى مراكز اتخاذ القرار في إسرائيل حتى من طريق فرض المشاركة في الائتلاف الحكومي، المشاركة في توزيع الموارد، الإدارة الذاتية في المؤسسات العربية. هذه المطالب مستمدة من الاقتناع بأنه يمكن تحقيق هذه الأهداف في إطار الحكم الإسرائيلي؛ فالحركة كانت ترفض سياسات النظام القائم، ولكنها كانت مقتنعة بوجود فرصة لتغييره بوساطة استخدام ثقل العرب في الانتخابات البرلمانية والتعاون مع قوى سياسية معينة في الشارع اليهودي، حتى لو كانت صهيونية. هذه المطالب، وأسلوب العمل على تحقيقها، يؤشران إلى أن الحركة استخدمت سياسات الهوية، ولكنها وظفتها أيضا من أجل توزيع أكثر عدلا للموارد. هذا إضافة إلى الاهتمام الكبير الذي أولته الحركة التقدمية من أجل حل القضية الفلسطينية، ولكنها حسمت أن هذا الحل لا يشمل العرب الفلسطينيين في إسرائيل. شكلت مطالب التقدمية وتعريفها لنفسها وأسلوب نشاطها تجديدا في الفكر السياسي العربي -الفلسطيني في إسرائيل، من حيث إنها اعتبرت نفسها تيارا في الحركة الوطنية الفلسطينية، أي أنها جزء من المركز السياسي الفلسطيني، وفي الوقت نفسه، أنها قادرة على التغيير والتأثير في قرارات المركز السياسي في إسرائيل؛ أي أنها تنتمي إلى المركزين، وليس إلى الهامش في كلا الكيانين. ولكن هذا التجديد كان في الحقيقة مقتلا للحركة، لأنها حاولت خلق توليفة مستحيلة في الواقع، بسبب جوهر الصراع القومي -الوطني مع الكيان الإسرائيلي. كانت نهاية الحركة سريعة مقارنة بالحركات السياسية العربية-الفلسطينية في إسرائيل، إلا أنها أبقت بصماتها على الفكر السياسي في قبول جميع الحركات السياسية مبدأ ((دولة جميع مواطنيها)) وترسيخ مبدأ المطالبة بالإدارة الذاتية للعرب الفلسطينيين في إسرائيل.