ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المواجهات مع أهل الكتاب في عصر الرسالة وعصور الصحابة رضي الله عنهم والتابعين

المصدر: الأوراق العلمية لمؤتمر: تعظيم حرمات الإسلام
الناشر: مركز البحوث والدراسات في مجلة البيان
المؤلف الرئيسي: العودة، سليمان بن حمد (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: الكويت
التاريخ الميلادي: 2007
مكان انعقاد المؤتمر: الكويت
الهيئة المسؤولة: مبرة الأعمال الخيرية ومجلة البيان
الشهر: يناير
الصفحات: 77 - 107
رقم MD: 804838
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

41

حفظ في:
المستخلص: يظهر للمتأمل-بعد الدراسة-في طبيعة المواجهات مع أهل الكتاب في زمن النبوة والخلافة الراشدة، أنها اتخذت أنماطا ووسائل شتي، وتعددت جبهات العدوان، وتنقلت بين الدسائس الخفية إلى المواجهات المعلنة، وتعاقب اليهود والنصارى على هذه المواجهة، ولئن مارس أهل الكتاب هذه المواجهات والنبي صلي الله علية وسلم حي، والوحي ينزل، فإن استمرارهم بعد وفاته وانقطاع الوحي من باب أولى. لقد كانت المواجهة داخل المدينة وخارجها، وفي عصر النبوة، وزمن الراشدين، ومن بعدهم وإلى يومنا هذا؛ تختلف الوسائل بحسب اختلاف الأزمنة، ويبقى الكيد والعدوان مؤكدا لقوله –تعالى-"ولن ترضي عنك اليهود ولا النصري حتى تتبع ملتهم) [البقرة: ١٢٠] شارك في المواجهة يهود المدينة بفصائلهم المتعددة (بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة). وشارك آحاد اليهود بجهودهم الفردية وبعلاقاتهم مع القوى الوثنية، كما صنع (كعب بن الأشرف) حين تعاون مع كفار قريش على المواجهة، وحين بدأ العد التنازلي لليهود في المدينة كان التحرك النصراني، وكانت غزوتا مؤتة وتبوك نموذجين لمواجهة النصارى للمسلمين في زمن النبوة، وكما كانت هناك جهود فردية لليهود في المواجهة؛ فقد كان للنصارى كذلك، وإذا كان أبرز عناصر اليهود كعب بن الأشرف، فأبرز عناصر النصارى أبو عامر الراهب (الفاسق). وفي زمن الراشدين كانت المواجهة على أشدها، وقتل الخليفة الصديق بمكر اليهود، واستشهد الفاروق عمر-رضي الله عنه-على أيدي النصارى (أبى لؤلؤة، وحفية) النصرانيين، وكان استشهاد عثمان-رضي الله عنه-نتيجة الفتن إلى أثارها اليهودي (عبد الله بن سبأ). ويرصد بعفر الباحثين أثر أهل الكتاب في حركة الردة حيث تتكاثر اليهودية والنصرانية؛ وإذ شجع اليهود حركة الردة فقد شجع النصارى المتنبئين. وبلغت المواجهة مساحة الفكر، ونشأت بعض الفرق الإسلامية بأصول كتابية، فالسبئية (أصل الرافضة) تعود نسبتها إلى عبد الله بن سبأ اليهودي، وكذا الجهمية، والمعطلة للصفات تعود أصولها إلى لبيد بن الأعصم اليهودي، وهكذا تتكاثر طرائق المواجهة من حروب دامية، إلى استهداف للقتال، إلى تنشيط حركة الردة، إلى قتل الخلفاء، ومن ثم إلى نشأة جسم غريب في الأمة لا تزال آثاره يكتوي بنارها المسلمون (إنها الفرق المنحرفة عن منهج السلف وطريقتهم). وصدق الله القائل: (ولا يزالون يقتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأوليك حبطت أعملهم في الدنيا والأخرة وأوليك أصحب النار هم فيها خلدون) (البقرة: 217).