المصدر: | الفلسفات الأنجلو أمريكية من تفكيك الواقع إلى إعادة بنائه |
---|---|
الناشر: | الرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة |
المؤلف الرئيسي: | دريس، نعيمة (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2016
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرباط |
الهيئة المسؤولة: | الرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة |
الصفحات: | 287 - 312 |
رقم MD: | 804887 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
يصعب علينا بعد هذا العرض الموجز لحديث الفيلسوف الأمريكي ولتر ستيس عن العلم الحديث الادعاء أننا وافينا الرجل حقه، فكتابه القيم "الدين والعقل الحديث" يحتاج إلى مؤلف آخر حوله أو عديد الدراسات؛ لأنه يثير فعلا إشكالات جوهرية وينبه لقضايا كثيرا ما اعتمدناها كمسلمات رغم أنها تحمل الكثير من المتناقضات والمغالطات، وتفتقد لأي أساس منطقي رغم أنها تنتمي إلى حقل العلم الطبيعي. وعموما ما نسجله كمحطات مهمة في دراسة ولتر ستيس أنه حدث تغير وتبدل في النظرة إلى العالم والدين والأخلاق بسبب التغير العلمي في حد ذاته، العلم كان يتطور وينمو بشكل بطيء، لكنه كان ينمو لا يعرف توقفا، خاصة في الرياضيات، والفلك وعلم الحركة، وكلما توسع الدارس في بحث تاريخ العلم في أواخر العصر الوسيط، وبدايات النهضة، اتضح له أن أكثر التطورات التي حدثت، إنما هي ابتعادات جزئية عن العلم التقليدي الديني، هذا التغير والتطور أدى إلى تغيير الكثير من المسلمات التي كانت سببا في الكثير من المصادمات بين الدين والعلم، والتي بلغت أوجها عنيفة. إن الصراع بين الدين والعلم لم يبق صراعا نظريا. لقد حسمت الآلة والتجربة الإشكال لصالح العلم؛ مما ساهم في تعميق التغيير الحاصل في النظرة إلى العالم، وما تبعها من تغير في النظرة إلى الله وصفاته، وعرضية العالم وأخلاقيته، بل وعرضية ومكانة الإنسان، إلا أن ولتر ستيس لم يستسلم لهذه التبعات وحاول تحليلها وتقديم حل بديل لها، مركزا على العلم في القرن السابع عشر، وخاصة المكتشفات العلمية "لكوبرنيكوس" و"غاليليو" و"نيوتن"، واعتبر هذه المكتشفات هي التي كان لها الأثر البالغ على تغيير النظرة الدينية للعالم. ومن الأفكار الجديدة التي قدمها ولتر ستيس نذكر: -استبدل ولتر ستيس مصطلح الدين بالنظرة الدينية للعالم، ومصطلح العلم بالنظرة العلمية للعالم. -حصر هذه النظرة الدينية للعالم في ثلاثة معتقدات مركزية: أن هناك موجودا إلهيا خلق الكون، وأن هناك غرضا في الكون، وأن للعالم نظاما أخلاقيا. -كذلك توصل ستيس إلى أن المكتشفات العلمية لا هي تنفي ولا تدعم هذه المعتقدات، بل الإنسان هو الذي افترض وجود مثل هذا التأثير للعلم على الدين. وهذا ما أسماه "الأثر السيكولوجي" كما مر بنا. -وقف ستيس على تأثير العلم في الفلسفة، وانقسام الفلاسفة إلى مجموعتين طبيعيين ومؤلهين. -ليحاول في الأخير تقديم الحلول لما أسماه ب "المشكلات الراهنة"، مقتنعا أننا لا يمكن أن نتجاوز النظرة الدينية للعالم والتي لا يعوضها أي أمر آخر كذلك لا يمكن الاقتصار على وضعية الأخلاق ودنيويتها رغم كل الشواهد النسبية، تبقى مرجعيات دينية موضوعية تتجاوز نسبية كل الأديان، لتحتكم لحقيقة الإيمان بالله التي تتجلى خاصة في تجربة التصوف أو القديس، التى تعلن دائما عن موجود أعلى هو مصدر المادة التي ينشدها الإنسان. |
---|