ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







جنس النص وقضايا القراءة أو نحو قراءة حديثة لمقامات الهمذانى

المصدر: مؤتمر النقد الدولي الحادي عشر: تحولات الخطاب النقدي العربي المعاصر
الناشر: جامعة اليرموك - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وآدابها
المؤلف الرئيسي: الوغلاني، خالد (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: الأردن
التاريخ الميلادي: 2006
مكان انعقاد المؤتمر: أربد
رقم المؤتمر: 11
الهيئة المسؤولة: جامعة اليرموك - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وآدابها
الصفحات: 1200 - 1228
رقم MD: 805273
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: إن الهمذاني قد شاء لفنه أن يكون مقاما أدبيا يصور مسار القول الأدبي ويصف وضعية قائله المزرية رغم ماله من فضل في زمن قل فضله وكثر جهله. فأمكن له أن ينشئ جنسا جديدا يقوم على توليفات ثلاث تمثل كل واحدة منها خصوصية البناء في مستوى من مستويات النص فأما التوليفة الأولى فتهم شكل النص الخارجي وتتمثل في ذلك التلازم التام بين الكلام المسند إلى راوية خيالي متصل بالكاتب من ناحية والإيقاع الذي يبنيه السجع احتراما لمقام المشافهة من ناحية اخرى اما التوليفة الثانية فتتمثل في التلازم القائم في شكل المقامة الداخلي بين السرد المعبر عن قصة القول مع مقامه وجمهوره من جهة والتمثيل المحاكي لأصناف متباينة من النماذج البشرية والفئات الاجتماعية من جهة أخرى. وأما التوليفة الثالثة فتتمثل فيما أنجز عن هاتين التوليفتين القائمتين في الشكلين الداخلي والخارجي من تلازم في مستوى مضمون المقامة بين وظيفة هزلية تعنى بإخبار المكدين والحمقى والمجانين وما إليهم من المهمشين ووظيفة جدية تجعل من كل تلك الأخبار صورة لتهميش الأديب العالم وتدهور منزلته في مجتمع قائم على المادة كمجتمع القرن الرابع إن هذه التوليفات الثلاث هي التي جعلت من المقامة نظاما متميزا لا تخرق عناصره المكونة ما ساد من الأعراف الأدبية والسنن المتعارفة بقدر ما تكون فيما بينها تركيبة جديدة لم تكن موجودة من قبل فأمكن لها بذلك آن تجعل من المقامة بدعة تقبلها الذائقة القديمة وتنسجم مع ما فيها من جديد دون احتراز ولا إقصاء، وذلك رغم كل ما عرفت به هذه الذائقة من تحجر واستقرار على البنى المعلومة الجاهزة. وهكذا يمكن لنا القول إن المقامة لم تقدم تصورا جديدا لممارسة الأدب بقدر ما قدمت ممارسة جديدة داخل تصور قديم للأدب ووظائفه استقر عند الأدباء والنقاد على مدى القرون الأربعة الأولى. وإذا كانت المقامة قد استجابت لحاجة الأدب إلى جنس جديد يلائم ما طرأ على مفهومه من اتساع جعله يشمل مفهوم المعرفة بمعناها الواسع، فإن اقتصار التجديد على الممارسة الأدبية دون التصور العميق للأدب قد حكم على المقامة بالظرفية والتحجر في شكل واحد جعل هذا الفن يتوقف عن التطور بعد وقت قصير من نشأته فيؤول أمره إلى الانحسار والذبول بعد آن انحسر هذا المفهوم الموسوعي وتداولته أجناس أخرى كالرسالة الأدبية والكتب الأدبية الجامعة.