ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







جهود الفكر الإسلامي المعاصر في مأسسة القيم : مع تحليل وتقييم لمساهمات راشد الغنوشي

المصدر: أعمال المؤتمر الدولي الرابع: السياسي في البلاد الإسلامية - الفكر والأنماط والأماكن
الناشر: جامعة منوبة - مخبر النخب والمعارف والمؤسسات الثقافية بالمتوسط
المؤلف الرئيسي: عبدالحكيم، أبواللوز (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: تونس
التاريخ الميلادي: 2015
الشهر: أكتوبر
الصفحات: 455 - 475
رقم MD: 805323
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: +HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

4

حفظ في:
المستخلص: فمن المعالجة السابقة لأفكار الغنوشي بصدد إشكالية مأسسة القيم، نستنتج أن محاولة كانت جادة في المعاني والقيم الإسلامية، وإعادة بلورتها بشكل تكون معه قادرة على الفعل في الواقع والتأثير فيه، ومن تم الخروج بها من الحيز الأخلاقي الطوباوي، كما تمثل توفيقية الغنوشي تطويرا للأصولية الإسلامية التي كانت شديدة الانغلاق أمام المنظومات المعرفية الحديثة، فلم ترى في صحوة المسلمين إلا عودة إلى أصول الشرع، فعلى الرغم من صدور الغنوشي عن نفس الدائرة، أي من خلال العودة إلى الأصول الدينية واستلهامها- سواء كانت نصوص مقدسة أو أحكام شرعية أو قيم سياسية-، لكنها كانت أصولية متسمة بقدر "العقلانية"، من خلال تأكيدها على ضرورة التمييز بين ما هو ثابت من الأحكام وما هو متغير منها، ذلك أن الاجتهادات- وخصوصا في المجال السياسي والدستوري- هي اجتهادات تاريخية، بمعنى أنها تلائم عصرها، ولا يمكن أن تكون لها امتدادات إلى عصور أخرى ذات خصائص اجتماعية واقتصادية مغايرة، كما تظهر هذه "الأصولية العقلانية" من المنهج الذي اعتمده الغنوشي في معالجة النصوص الشرعية، حيث لم يقف عند حرفية النص، ولا عند التطبيقات التي أفرزها التاريخ الإسلامي، بل أعطى الأولوية للقصد من التشريع، وانطلق من هذا القصد لتأويل النص الشرعي. لكن نلاحظ أيضا قدرا من الحساسية يسيج أفهام الغنوشي النص الإسلامي، إن محاورة هذا الأخير من داخل دائرته الأصولية، وسعيها إلى الحفاظ عليه كأساس المشروعية، يجعل من مجهود الغنوشي لتطعيم الفكر الإسلامي بالنظرة الدستورية والمؤسساتية يبقى دائما داخل الحدود الإيمانية والاعتقادية الإسلامية، نعقد انه لا بد من تنوير الفكر الإسلامي بمنهجيات جديدة بقراءة أكثر حداثة للنص لآفاق أرحب في فهم الإرث الغربي، تقوي المجهودات المبذولة ومن ثم مأسسة "القيم الدينية- السياسية"، وبالتالي صياغة أكثر صلابة لإشكالية الدين والسياسة.