المصدر: | مؤتمر النقد الدولي الثاني عشر: تداخل الأنواع الأدبية |
---|---|
الناشر: | جامعة اليرموك - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وآدابها |
المؤلف الرئيسي: | جندية، بتول أحمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الأردن |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
مكان انعقاد المؤتمر: | أربد |
رقم المؤتمر: | 12 |
الهيئة المسؤولة: | جامعة اليرموك - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وآدابها |
الصفحات: | 185 - 225 |
رقم MD: | 805363 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
لقد استطاع الأدب العربي أن يحل تلك المعضلة المتوهمة الناشئة عن التعارض الظاهر بين تداخل الأنواع الأديبة وضرورة تمايزها، وقد يسر هذا الحل توافر أساس مشترك وأصول واحدة استندت إليها الأنواع، مما أشاع فيها قدرا متماثلا من الإجادة والرقي، فليس ينحدر نوع في أصل لغته دون نوع آخر، وهذا ما سمح بنجاح التداخل، أو هو في الحقيقة قد جعل التداخل أصلا في الأنواع، دون أن يخل طرف بطرف أو يجور عليه، وفي ضوء هذا المستوى الرفيع للتداخل لن تجد شعرا يسقط في الابتذال والنثرية، أو نثرا يغرق في الخيالات ما دام النوعان مشروطين بقوانين البلاغة العامة. إذن فقد كان من أسباب نجاح التداخل النوعي في التجربة التراثية، أن الأدب العربي؛ انطلق من التداخل ليطلب التمايز، وليس العكس، وكان التداخل عند قيمة البلاغة في حين يحاول الفهم المعاصر أن يبدأ من التمايز ليحقق التداخل في كثير من الجور لصالح نوع أدبي معين هو الشعر، ولذلك فإن المصطلح الذي تلتقي عنده الأنواع في أغلب الأبجديات المعاصرة هو الشعرية. وهذا خلل مجحف بميزان الأنواع التي ولد كل نوع منها ليستجيب لحاجات لا يسد فيها غيره. أما الدعوة الرائجة اليوم إلى تحرير الأديب من قيود الأنواع، وإحكام التداخل بينها على ما فيها من مفاهيم لا تستند إلى أصل مشترك، فإن ذلك مفض إلى هشاشة نوعية وذوقية أيضا، وقد قلنا إن النوع او التقليد على العموم لا يقيد إلا الذات الضعيفة، وإن الذات تقود التقليد وتستثمره في أقصى طاقاته بقدر ما أوتيت من جسارة غير معهودة، وإنها إن لم تقدر أن تترجم إرادتها في نص فائق فحريتها دليل عجز فيها، وإنما يقاس ذلك التفوق بدرجة الانتشار والاتباع، أي إن التلقي معيار جوهري في التجربة الأدبية، وهو يعبر عن إرادة الجماعة، ويترجم الضرورات الحضارية ومتطلبات المرحلة التاريخية، والمقصود هنا التلقي بمستوييه الإبداعي والانفعالي. لا ينكر هذا البحث التطور التاريخي للنوع الأدبي، بل إنه يجعل النوع كائنا تاريخيا مستجيبا لمعطيات الزمن والمعرفة. والتطور يعني المتابعة والاستمرار لا الهدم آو البناء على غير أساس، وكل تطوير يجد مقاومة وممانعة، والبقاء للأصلح كما يقال أما نبذ الأصول وأطراح الثوابت، فذلك يعني بناء الأمة من جديد على أسس ومعطيات جديدة، وما دامت الأمة تحكم فيها معايير اجتماعية وثقافية ممتدة عبر التاريخ، فإن الكلام على تغيير جوهري في الذوق الأدبي مع الافتقار إلى سند اجتماعي وثقافي يعني البناء في الفراغ، وهو بناء، مهما كان شامخا، فمصيره الانهيار. أما الفرد الفائق، أو المبدع الحقيقي فهو القادر على التواصل بالتيارات العميقة التي ترسم السطح المنظور للواقع الأدبي والثقافي والاجتماعي، وسوف يملي عليه هذا التواصل متطلبات المرحلة الحضارية، ويمنحه الأدوات القابلة أن ترجم إلى نصوص فائقة تغذي طموح النهضة وترفده بدل أن تعطله، وقد قلنا إن الاستجابة تكون أحيانا عن طريق المعاكسة أو المسايرة، وإن التوازن والأصالة تمنح المبدع البصيرة بأولوية إحدى الاستجابتين. |
---|