المصدر: | دراسات في الشعر الموريتاني - ملامح الإبداع فس شعر محمد الطلبة اليعقوبي الشنقيطي |
---|---|
الناشر: | جامعة نواكشوط - كلية الآداب والعلوم الإنسانية |
المؤلف الرئيسي: | ناصر، محمد بباه بن محمد (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
موريتانيا |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
مكان انعقاد المؤتمر: | نواكشوط |
الهيئة المسؤولة: | كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة نواكشوط |
الصفحات: | 341 - 375 |
رقم MD: | 805786 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
تحتل الرحلة في شعر ابن الطلبة مكانا فريدا، وقد راقب فيها البرق وغيثه المدرار، وسامر الرفيق، وخاطب الظعينة والظبي والظليم. لقد عاش الرجل شغوفا ببيئته يراقب ويمحص نحلة العيش التي ألفها مجتمعه طيلة قرون. وقبل ذلك كان للرحلة حضورها في الثقافة العربية الإسلامية منذ أن ألفت قوافل قريش رحلة الشتاء والصيف، وهي ثقافة تمثلها الشاعر وكانت، الى جانب روافد بيئته المحلية، النبع الذي متح منه، والحبر الذي رؤى نصوصه. وللمكان في مدونة ابن الطلبه حضور كثيف يفوق حضوره فيما اطلعنا عليه من النصوص العائدة الى فترات ازدهار الشعر الفصيح في البادية العربية، فقد بلغ ما ذكره من أمكنة 196 موضع في نحو ألف وخمس مائة بيت، وربا ذكر الأمكنة في بعض نصوصه على أربعين موضعا، بمعدل موضعين في كل خمسة أبيات (النص 17). والمكان لدى ابن الطلبه خليل ناصح وسمير مؤنس، بل ربما ظل رافد إلهام وحافز أبداع. ويبدو انه يحمل في النص الشعري انزياحات دلالية ذات مكانة كبيرة في إضاءة النصوص وربطها بدقائق الحياة "البدوية" ذات السمات "الحضرية" في هذا الركن من البلاد الشنقيطية. وقد سعى ابن الطلبه، بأسلوبه الخاص، إلى أن يبث في باديته، وبلغة عصر الاستشهاد من خلق رفيع وممارسات سامية ما كان غير مألوف في المجتمعات البدوية، فاستمد من ثقافة الإسلام ومن مفاهيم الحضر معاني وقيما كانت بوادي شنقيط تتوق الى معايشتها وإشاعتها (من علم وصبر، وحلم وإيثار، وسعي الى المكرمات العوالي)؛ فجاء شعره في مجمله إسهاما مؤسسا لإنجاز مشروع أخلاقي وفني عالي الشأن، يسمو على ما هو مألوف لدى أكثر شعراء وكتاب عصره ممن كان إسهامهم يقتصر على وصف محطة استراحة أو رسم معالم واحة، حقيقية أو مجازية، من واحات الصحراء الكبرى. وقد سجل ابن الطلبه على جسد هذا المكان، ومن أريج روحه العربية وثقافته الإسلامية وفطرته السليمة، حبه للأرض والناس مناجاة وإعلانا، فكان تعلقه بالبرق رمزا للطموح الى تحقيق ما من الآمال يظل بعيد المنال، وتشييدا لجسور تمتد نحو عوالم الخصب والحياة، وكان ارتباطه الوثيق بالخليل، حيا وميتا، تجسيدا لقيم الإيثار والوفاء والرجولة. ويبدو أن شعر الرجل كان نتاج موهبة فطرية فذة، وتفان دائم في التحصيل العلمي، وهاتان خصلتان متى اجتمعتا تدفق نبع العبقرية فياضا. |
---|