المستخلص: |
انفرد الرماني بمذهب في التشبيه صدر فيه عن فكرة أن الأصل في التشبيه التطابق بين طرفيه اللذين تعقد الصلة بينهما أداة تشبيه ظاهرة لا مقدّرة. وهذا البحث يتوفر على إيضاح معالم هذا المذهب، وتحليل جوانبه، وتفصيل مجملها، وتأويل غامضها، كما يتتبّع آثار كل جانب منها في مؤلفات البلاغيين قبل عبد القاهر، ويحلّل كيفية تلقّيهم لها، ووجوه انتفـاعهم بهـا. \\ لقد بدت فكرة التطابق تلك وما تفرّع منها من مفاهيم وتقسيمات نافرةً عما تواضع عليه البلاغيون، ولكننا انتهينا في هذا البحث إلى أن هذه الفكرة ومشتقّاتها متّسقة مع الموروث البلاغي، مكمّلة له.وإذا استثنينا اشتراط الرماني التصريح بأداة التشبيه، فإن مذهبه فيه ليس على خلاف مع مذهب الجمهور وإن بدا مختلفاً عنه. أما البحث في تأثير الرماني فقد انتهى بنا إلى أن أفكاره التي لم تستوقف الباحثين المحدثين قد شغلت البلاغيين نحو قرن من الزمان، قبل أن يشغلهم عنها عبد القاهر. على أنهم تفاوتوا في مدى إفادتهم منها، وتباينت مذاهبهم فيها قبولاً ورفضاً، واضطربوا أحياناً في فهمها- وفيها قدر من الغموض- اضطراباً واضحاً، أو تردّدوا بين الأخذ بها أو الخروج عليها. لقد تأثر بالرماني أعلام البلاغيين في المرحلة التي درسناها، وكان علي بن خلف هو أشدهم التصاقاً به وحماسة لأفكاره.
Through the analysis of his conception of tashbih (simile) and its different aspects, the present article argues that the interchangeability of two things explicitly likened to each other is the notion which underlies al-Rummānī's chapter on tashbih. It also concludes that - apart from his insistence that the word which indicates similarity be explicitly stated - this notion and such ideas derived from it are, although they appear otherwise, in line with the traditional literature on the figure. His ideas, which have failed to attract much attention in modern research, dominated (albeit not always accepted or properly understood) the rhetorical scene almost a century before being eclipsed by ‘Abd al-Qahir's. The most prominent rhetoricians of that time were influenced by al-Rummānī, among them ‘Ali Ibn Khalaf who was his most adherent follower.
|