المصدر: | حصائل الأعمال العلمية للملتقى الوطني الأول - حول دور العلوم الإسلامية في ارساء الهوية ومواجهة التحديات المعاصرة |
---|---|
الناشر: | جامعة عمار ثليجي بالاغواط والمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي |
المؤلف الرئيسي: | ديدوح، عمر (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الجزائر |
التاريخ الميلادي: |
2010
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الأغواط |
رقم المؤتمر: | 1 |
الهيئة المسؤولة: | جامعة عمار ثليجي بالأغواط و المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي |
التاريخ الهجري: | 1431 |
الشهر: | مايو / جمادى الأولى |
الصفحات: | 42 - 54 |
رقم MD: | 80985 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يروم موضوع هذه الورقة بروز استجابة إسلامية الهوية لمحو تمظهرات العولمة، الآخذة في اكتساح المقومات المكونة للهوية الإسلامية، ولقد عمدت إلى المحور الثالث من محاور الملتقى وهو العلوم الإسلامية ودورها في مواجهة التحديات المعاصرة، ورمت العنصر الثالث من المحور الثالث وهو العلوم الإسلامية والعولمة. واشتققت من هذا العنصر موضوع ورقتي الملمح إليه آنفا. تنشد هذه الورقة علاج أزمة الهوية بالمنهج الإسلامي المدعم بمعارف الوحي المصطلح عليها بالعلوم الإسلامية، القائم عل دعائم مفاهيم الوحدة، التي تجسدها إسلامية الهوية في ثوابت لا اجتهاد معها، فمبدأ الوحدة مثبت في العقيدة الإسلامية في المرجعيات الكبرى المتمثلة في وحدانية الله الخالق القادر على كل شيء، ووحدانية الوجود المخلوق، والقبلة واحدة، ونبي العالمين واحد-هو محمد صلى الله عليه وسلم وكتاب الأمة واحد هو القرآن الكريم، واللسان واحد هو اللسان العربي المبين. والأمة واحدة، ويتضمن مفهوم الوحدة في الفكر الإسلامي أن يكون العالم واحدا اقتضاء، لكون الوحدة بين بني الإنسان غاية الرسائل السماوية انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم (كلكم لآدم وآدم من تراب). وتحقيقا لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات: 13 وقوله تعالى (ومَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) الأنبياء 107. ففي هذه النصوص رصد للمرجعية الكبرى لإسلامية الهوية الإنسانية. وفي هذا البيان ما يكفي لجعل إسلامية الهوية علاجا ناجعا لأزمة الهوية استجابة لمواجهة تحديات العولمة بكل تمظهراتها، الثقافية، واللغوية، والدينية، والاقتصادية، والاجتماعية. فهذه عناصر إسلامية الهوية التي تبرز بصفة آلية استجابة لدرء مخاطر العولمة التي تحمل تمظهراتها ما تحمل من أثقال تريد أن تثقل به كاهل هويات الإنسانية قاطبة، فالعولمة تخفي وراءها من المخاطر التي غلفت بغلاف براق ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله الخزي والمسخ والاستلاب الحضاري، سموه تورية لتمويه استخفافهم، واستضعافهم للإنسانية قاطبة، فالعولمة هذا الغلاف الجميل هو في حقيقته رديف الاستعمار الجديد والعنصرية الحاقدة، وهو في نهايته يمثل عنفوان الأمركة والصهيونية، كما يتبدى من تمظهرات العولمة الثقافية واللغوية الملحوظة والداعية صراحة لإرساء النموذج الثقافي الأمريكي واللغة الإنجليزية، وبكل ما تحمله تلك الثقافة من عوامل المسخ والتدجين، واكتساح الألوان الثقافية المحلية بل وإبادتها باسم ذلك الغلاف الجميل البراق المموه الذي سموه العولمة. فمن تفحص الموقف الحضاري المعاصر، نجد أن ثمة خطر يحدق بأمتنا العربية الإسلامية، ويتمثل في تهديد هويتها وطمس معالم شخصيتها الوطنية، ومصدر هذا الخطر يكمن في سطوة العولمة وما تروج له من دعاوي التمسك بالقيم الإنسانية العالمية، واحترام حقوق الإنسان، ومطالب النظام العالمي الجديد، والمصير الإنساني المشترك، والقرية الكونية، والتربية من أجل السلام العالمي... إلى غير ذلك من مصطلحات ومفردات يعج بها قاموس العولمة المعاصر. |
---|