ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







اللغة والهوية في الثقافة الجزائرية

المصدر: حصائل الأعمال العلمية للملتقى الوطني الأول - حول دور العلوم الإسلامية في ارساء الهوية ومواجهة التحديات المعاصرة
الناشر: جامعة عمار ثليجي بالاغواط والمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي
المؤلف الرئيسي: زيد الخير، المبروك (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2010
مكان انعقاد المؤتمر: الأغواط
رقم المؤتمر: 1
الهيئة المسؤولة: جامعة عمار ثليجي بالأغواط و المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي
التاريخ الهجري: 1431
الشهر: مايو / جمادى الأولى
الصفحات: 55 - 70
رقم MD: 80987
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

118

حفظ في:
المستخلص: إن هذا الموضوع متشعب وشائك، وهو مناط اهتمام، للباحثين، والسياسيين، وعلماء اللغة، والصوتيات، وعلماء الاجتماع، والمؤرخين، ولكننا نؤكد فيه ما يلي: 1- أن الهوية الثقافية هي صمام الأمان، وجوهر التماسك لدى الأمة الجزائرية، وأن المساس بها، هو تقويض للبناء العام الذي رسخه الإسلام، في إطار الأخوة العامة، وترك مظاهر النعرة الجاهلية، والعصبيات الضيقة، التي تتنافى مع مقصدية الدين، وواقعية التعايش في ظل التحديات والعولمة المسلطة على الأمم الشرقية بشراسة وقوة. 2- أن اللغة بمفهومها الاجتماعي العام، تشمل اللغة المكتوبة والمروية النموذجية، كما تشمل العامية بتنوعاتها اللهجية، وهذا لا ينافي ذلك، لأن الخبرة العامة للشعوب، تنتقل عن طريق المنطوق الكلي، دون أن تكون هناك أحكام مسبقة، ونيات مبيتة لتحويل الوجهة، أو مسخ الهوية، أو تغيير الكلم عن مواضعه، لأن ذلك من شأنه أن يذهب ريحنا، ويعصف بكياننا، من الأساس. 3- اللغة العربية صخرة عاتية راسية، تكسرت على صفحتها الصلبة، كل أمواج الإدعاء والتطفل، ولم يتمكن المسلوبون والمغزوون، من المساس بأصالتها وروعتها ورونقها، لأنها تتصل بمعاني الإعجاز الخالد في القرآن الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. 4- إننا نرى أن اللغة هي حجر الأساس في بناء الثقافة، وهي تمثل الرمز الأهم لهوية الجماعة، وهي أعمق بكثير من الحواجز المادية والسياسية، ومعلوم أن الحواجز الاجتماعية، تعبر عن نفسها دائماً في التباين اللغوي . 5- إننا بحاجة إلى الشعور بالهوية القومية، والهوية الدينية، والهوية اللغوية، بغض النظر عن الإلتباس الذي يمكن أن يطرح في إطار المفارقة المحتملة، بين وجهات النظر لمسألة المصطلحات المستخدمة في هذا الإطار. ومعلوم أن للقومية عناصر منها اللغة، والإقليم، والجنس، والتاريخ، والثقافة، لكن أهم هذه العناصر التي ترتكز عليها القومية، إنما هو عامل اللغة، التي تلتمس في الرابطة الوثقى، التي تجمع بين أفراد المجتمع الجزائري، أو غيره من المجتمعات، وهي جديرة بأن توحد أفكاره، وأحاسيسه، وعواطف أبنائه . إننا نوصي بمزيد من التعمق العلمي والأكاديمي في هذا المنحى، والعمل على اعتبار مظاهر الهوية محل عناية الأمة برمتها، وموئل تواصل المجتمع بأكمله، وأن ينظر إلى الصراع في الجزائر، على أنه مسار طبيعي للصراع الإيديولوجي، بين الأمم، لأن الأيادي المدسوسة للاستعمار، الذي يريد الرجوع بعد الرحيل بأساليب جديدة، تعمل على بث النزاع، والتشكيك في مقومات الهوية، ومرتكزات الأصالة، وحين ندرك أن أصل الأزمة، إنما هو المنحى الاجتماعي، والثقافي، والأخلاقي، مما يسمى لدينا بأزمة الهوية، نعمل على إزالة الوهم، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، حتى لا تضطرب الأجيال، ولا يهدد كيان المجتمع.