المستخلص: |
هدفت الدراسة الي الكشف عن التصورات الاجتماعية لأوروبا: بناءها وتداعياتها على الهجرة غير الشرعية. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي. كما أشارت الدراسة إلي أبرز النتائج التي توصلت اليها ومنها، أن لصورة أوروبا أثر أعمق مما يتصوره البعض على الهجرة السرية، بل قد يكون عامل أساسي للظاهرة، كما يتضح أن أسباب وطبيعة الهجرة غير الشريعة في الجزائر، تختلف كل الاختلاف عن نظيرتها في الدول الأخرى حتى الشقيقة منها، فقد تتعدد الأسباب عند البعض ويعتبرونها نتيجة للفقر والانفلات الأمني والعجز الاقتصادي الذي تشهده بعض الدول خاصة التي عرفت ربيعاً عربياً، أما في الجزائر فالأمر أعمق من مشكلات اقتصادية وسياسية بل أزمة ضاربة في جذور التاريخ. كما أن أهم ما يميز التصورات الاجتماعية لأوروبا هو قدرتها علي التحول الي واقع خاص بفئة معينة من البشر، بل وتتعدي ذلك لتحاول تبرير أي سلوك ينتج بعدها مثل المغامرة بالنفس في رحلات الهجرة غير الشرعية في سبيل الوصول الي أوروبا أو بالأحرى الي صورة أوروبا، مما يمنحها قدرة الانتقال من الصورة الي الفعل، وهذا التحول من صورة بسيطة لأوروبا إلي حقيقة لها يجعل منها موجهة لأدراكنا، أحكامنا وسلوكياتنا، فالتصور الاجتماعي عبارة عن تحضير للفعل، فهي لا تتدخل فقط من حيث توجيه السلوك، ولكن أكثر من ذلك في نمذجة وإعادة بناء عناصر المحيط الذي يجب أن يكون فيه، فالتصور الذي ينتجه يعكس قيم وانتماءات جماعية؛ بذلك فالتصور يتعدى مرحلة التوجيه ليقع في عملية تحضير الفعل. وختاماً فإن الهجرة غير الشرعية تبقي من الظواهر الخطيرة التي تأرق الدول المتقدمة منها والنامية. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
|