ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المعمار بالمغرب على عهد الحماية الفرنسية بين الأصالة والتأثير الأوروبي: مدينة تازة أنموذجا

المصدر: الثقافة الشعبية
الناشر: أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر
المؤلف الرئيسي: زين العابدين، جلال (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Zein El Albideen, Jalal
المجلد/العدد: مج10, ع37
محكمة: نعم
الدولة: البحرين
التاريخ الميلادي: 2017
الشهر: ربيع
الصفحات: 150 - 167
ISSN: 1985-8299
رقم MD: 812160
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

3

حفظ في:
المستخلص: إن أهم ما نستخلصه من دراسة التعمير بمدينة تازة على عهد الحماية الفرنسيات، هو أن هذا المجال شكل عنوانا لتجليات التحولات الاجتماعية وتناقضاتها وإفرازاتها المجالية، حيث أصبح التعمير يعكس الوتيرة التي عرفتها مدينة تازة في مجال الإسكان وكذلك طبيعته ونوعيته. لقد شرعت إدارة الحماية بمجرد سيطرتها على المدينة-كما هو الحال في باقي المدن الأخرى-، في خلق سياسة خاصة تعني بالمباني وشكلها، وفي تحديد نوع العلاقة التي يمكن أن تربط أنماط البناء الكولونيالي بنظيره في المدينة القديمة، ارتباطا بالتصور العام الذي يحكم الإقامة العامة في ما يخص هذا الميدان. فظهرت بذلك أولى نتائج هذا التصور الفرنسي لطبيعة التعمير بمدينة تازة، متجلية في نهج سياسة الازدواجية، أو المجاورة بين المدينتين القديمة والجديدة، حيث اختارت إدارة الحماية أن لا يقطن الأوربيون داخل المدينة القديمة حتى لا يزعجوا سكانها، ولا ينزعجوا بما كانوا عليه من التقاليد والعوائد. فأنشأت خارج أسوارها مدينة حديثة تراعي فيها التصاميم المعمارية متطلبات النقل العصري، والسكن الفسيح الرحب والمتناسق، وجمالية الشوارع والساحات العمومية لتوفير الشروط المناسبة لاستقرار الساكنة الأوروبية. وكان من نتائج هذه الازدواجية، أن انتقل الثقل من المدينة العتيقة وأحيائها التي فقدت مكانتها ووظائفها السابقة إلى المدينة الجديدة. وواكبت إدارة الحماية سياستها التعميرية بإنجاز عدة تصاميم لتهيئة المدينة، غير أن هذه الأخيرة اقتصرت على تكريس الوظيفة العسكرية، وخدمة مصالح الأقلية الأوربية بالمدينة الجديدة على حساب الأغلبية الساحقة من السكان المغاربة الذين تم تهميشهم بالمدينة العتيقة والأحياء الصفيحية. يمكن القول، إن هاته السياسة التعميرية لم تستطع القضاء على المشاكل التي ظهرت بفضل التحولات التي عرفتها المدينة ومحيطها. ومن بين أهم هذه المشاكل الحضرية، بروز الأحياء الهامشية ودور الصفيح الناتجة بالأساس عن تخلخل البنية التحتية المعمارية القديمة، أضف إلى ذلك مخلفات حركية الاستقطاب الذي شكلته مدينة تازة كمركز حضري وسط محيطها.

ISSN: 1985-8299