المستخلص: |
يتناول هذا البحث مفاهيم دراسة علم اللغة لدى قدماء العرب، ومناهجها التي وضعوها دون تأثر بالمدارس الفلسفية والفكرية الهندية واليونانية، فكانت أسس بحثهم نابعة من ظروف فلسفتهم الدينية، واعتدادهم بلغة التنزيل، وحرصهم على الحفاظ عليها، ودراسة رشاقة ألفاظها، وجمال بنائه، فكان منهجهم وصفي تحليلي أكثر منه تاريخي مقارن، وهذا مطابق للشروط العلمية للدراسة اللغوية الوصفية، فوضع العرب أسس مخارج الحروف، ووصفوا أعضاء الكلام، وتأثير الأصوات في بعضها سابقا وتابعا، كما نجده في علم النطق الحديث الذي تدعمه وسائل التقنية والأجهزة الحديثة التي تيسر هذا الوصف. واشتملت بذلك دراستهم على كل مستويات اللغة المتعارف عليها، فابتدأ الدارس وصفه بالمستوى الصوتي، وعرف الوحدة الصوتية (الفونيم)، ثم ناقش المستوى الصرفي، وانتقل بعدها إلى المستوى الدلالي، وذلك بدقة علمية متناهية أدهشت اللغويين المحدثين، وفي مقدمتهم بروكلمان ورأيت وميتشل وليتمان.
|