المصدر: | مجلة الوثائق والمخطوطات |
---|---|
الناشر: | المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية |
المؤلف الرئيسي: | الشويرف، إبراهيم علي مفتاح (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع25,26 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
ليبيا |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
الصفحات: | 9 - 52 |
رقم MD: | 815569 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
اخترت لهذا البحث شخصية بارزة في تاريخ الجهاد الليبي الحديث تجمع بين الجهاد العسكري والجهاد السياسي، وجمعت فيه ما استطعت من مؤثرات وروافد شاركت في تكوين هذه الشخصية، من مؤثرات بيئية وأسرية وتراث ثقافي ونسب، ومدارس وأساتذة ومعلمين، وما طرأ على موطنه من متغيرات وما وفد عليه من حكام وغزاة، وما لقيه في هجرته، وما أتيح له من ثقافات أثناء مقامه بالشام. وقد بدأت البحث بمقدمه موجزة عن صعوبة الفترة التي عاش فيها السعداوي وأهميتها لأنها لحظة فارقة في تاريخ العرب والمسلمين. ثم تناولت المؤثرات الطرابلسية التي كونت ثقافة السعداوي الأولى وهي أسرته وبيئته ونسبه العربي الأصيل، واعتزازه بتاريخ آبائه وأجداده الأقربين في تحدي الظلم والطغيان حتى صار جده الثاني أسطورة يتناقلها العامة في قصصهم. وتحدثت عن تربيته وعلومه الأولى، واقتدائه بأخيه الأكبر "نوري"، وإفادته من مكتبة جده العامرة، واستئناسه بنصائح عمه "الصادق"، وارتباطه بأستاذه ومعلمه حقي شيناس التركي. وذكرت دور الشخصيات الوافدة إلى الخمس في تنمية ثقافته مثل الشيخ الأديب حسن الشاعر، والدكتور رشيد متصرف الخمس. وأشرث إلى الظروف التي اضطرته إلى الهجرتين: إلى تركيا ثم الشام، ومشاركته في حركات الجهاد والجمعيات المطالبة بتحرير وطنه، ورئاسته للجالية الطرابلسية بالشام. وخصصت مبحثا مختصرا لعلاقته بأبناء وطنه المهاجرين إلى مصر حتى اعتبروه عن طيب خاطر زعيما لكل الليبيين في مهاجرهم، والرسائل المتبادلة مع المؤرخ الأديب الطاهر الزاوي. وانتقلت إلى دائرة ثقافية أوسع وهي تأثر السعداوي بحركة الإصلاح في العالم الإسلامي، فذكرت تأثره بالسيد جمال الدين الأفغاني فكرا وسيرة، واطلاعه على مقالاته في رد الشبهات والدعوة إلى الجامعة الإسلامية. وكانت الشخصية الأكثر تأثيرا في ثقافة السعداوي هي شخصية الإمام محمد عبده بمؤلفاته العديدة، وأفكاره الهادئة الواضحة، وذكرت المصادر التي قرأها السعداوي للإمام، ومدى تأثره بها، وبخاصة "رسالة التوحيد" ومحاوراته مع فلاسفة الغرب. وتأثر السعداوي أيضا بفكر الكاتب الإسلامي السكندري محمد فريد وجدي وبخاصة "المدينة والإسلام" كما تأثر بالكواكبي وكتابيه الشهيرين "أم القرى" و "طبائع الاستبداد"، وحرص السعداوي على متابعة كل ما يكتب عن الكواكبي وسيرته وفكره، وتأثر به في الاعتزاز بالعنصر العربي، وعدم الوضوح لسياسة التتريك، وقد ربطت بين ما قرأه السعداوي للكواكبي وما سبق أن قرأه من آراء ابن خلدون السياسية، وكيف تحول هذا التأثر الفكري إلى خطوات عملية في مناداة السعداوي والطرابلسيين بالدستور، والاحتفال به. وخصصت صفحات لاستعراض الصحف الشامية والمصرية والتركية التي واظب السعداوي على قراءتها، وأوضحت سياسة هذه الصحف واتجاهات أصحابها، وكيف تأثر بها السعداوي، وبينت أنها كانت تصله بانتظام قبل هجرته، في موطنه بالخمس. وأوضحت مدى تعلق السعداوي بفكر الزعيم الشاب مصطفى كامل وإعجابه بسيرته وجهاده، حتى صار صديقا له دون أن يراه أو يتصل به، وكيف بكى عليه مرا عند وفاته، وبينت أنه أخذ عنه بعض المبادئ السياسية. وذكرت من بين الشخصيات المؤثرة في فكر السعداوي الصحفي الأديب عبد الله النديم، وبخاصة أسلوبه التهكمي الساخر من بعض الشخصيات السياسية ومن يراهم مشعوذين ودجالين. وأوضحت الروابط الوثيقة والصلات الشخصية بين بشير السعداوي وأمير البيان شكيب أرسلان، وما كان من تنسيق وتخطيط مشترك للدفاع عن القضية الطرابلسية. وبعد.. فإن كنت قد أصبت فنعمة من الله، أحمده وأشكره عليها، وإن كنت قد أخطأت فمن نفسي، وأسأل الله الهداية، وحسبي أجر المجتهدين. \ |
---|