ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







العولمة كمؤامرة على الهوية

المصدر: الملتقى الوطني الأول: قراءة للتراث والهوية في زمن العولمة
الناشر: جامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة - كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية و مخبر التربية والابستمولوجيا بوزريعة
المؤلف الرئيسي: بن شريط، عبدالرحمن (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2017
مكان انعقاد المؤتمر: خميس مليانة
رقم المؤتمر: 1
الهيئة المسؤولة: جامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة - كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية - قسم العلوم الاجتماعية ومخبر التربية والابستمولوجيا - بوزريعة
الصفحات: 97 - 109
رقم MD: 815798
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
كلمات المؤلف المفتاحية:
العولمة | الثقافة | الهوية | الليبرالية
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

166

حفظ في:
المستخلص: إن الكلام عن العولمة دون التعرض إلى عمقها الثقافي يبقى عملا سطحيا، فكلمة "عولمة" كما هو واضح يعني إكساب الشيء طابع العالمية ولكنهذا المعنى الذي يبدو شديد البراءة بالغ الحيدة، لا ينسجم في عمقه مع دلالة اللفظ ومفهوم المصطلح، لأن العولمة أكثر من مدلول اقتصادي أو سياسي، فالوعي بطبيعة المرحلة التاريخية التي تبلورت فيها فكرة العولة، أو نظام العولمة. يفتح أمامنا السبيل إلى تحديد المعالم الرئيسة لما يمكن أن نسميه (هوية العولمة). فكما أن للعولمة اقتصادها وأيديولوجيتها وقوتها العسكرية والتكنولوجية، فلها كذلك ثقافيها المميزة لها. ولقد أدرك أنصارها مدى أهمية البعد الثقافي في تحقيق التحرير الاقتصادي، وما يترتب عنه من أنتاج وخاصة من استهلاك، وحتى لا تبدو العولمة بأنها نوع جديد من الاستعمار فإنها عملت على توفير ما يمكن تسميته "قابلية العولمة". فمن المفارقات المثيرة أن القطبية الأحادية شجعت بشكل كبير انبعاث الوطنيات خاصة في أوروبا ومعها تزايد تمسك الشعوب بمرجعياتها الثقافية وهوياتها، إلا أن ذلك لم يمنع العولمة من العمل على السعي على "تنميط" الحضارة العالمية وصبغها بصبغيها الخاصة، على الرغم من التنوع الثقافي الذي تبلور بعد ظهور الدولة الوطنية. يمكن القول بأن العولمة هي الانتقال من "الاختلاف" أو "التنوع" الثقافي إلى " التجانسية " الثقافية للعالم ( (Homogénéisation) مما يشكل تهديدا للهوية الثقافية التي حرصت مختلف الشعوب على صيانتها وضحت من أجلها. وهذا ما يسميه محمد عابد الجابري "بالاختراق الثقافي" فيقول عن العولمة بأنها؛ (تتولى القيام بعملية تسطيح الوعي. واختراق الهوية الثقافية للأفراد والأقوام والأمم، ثقافة جديدة تماما لم يشهد التاريخ من قبل لها مثيلا ثقافة إشهارية إعلامية سمعية وبصرية تصنع الذوق الاستهلاكي (الإشهار التجاري) والرأي السياسي (الدعاية الانتخابية) وتشيد رؤية خاصة للإنسان والمجتمع والتاريخ، إنها "ثقافة الاختراق" التي تقدمها العولمة بديلا للصراع الإيديولوجي.) وتعتبر الثقافة العربية الإسلامية أكثر الثقافات العالمية تعرضها للهجمة العولمية نظرا للخصوصيات المتنافرة بين العولمة من جهة والثقافة العربية الإسلامية من جهة أخرى. مما يترتب عليه حتمية الصراع بين الجانبين بخلاف بقية الثقافات الأخرى التي اصطفت بشكل سريع وسهل في طابور العولمة دون أن يحدث ذلك تعارضا عميقا بينها وبين اقتصاديات العولمة وأيديولوجيتها في حين يشكل التمزق والصراع الذي ذهبت ضحيته مجتمعاتنا العربية الإسلامية دليل واضح على عدم التناسب incompatibilité بين الطرفين.

عناصر مشابهة