ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







سير ذاتية وخطابات حول تجارب الحرقة

المصدر: مجلة إنسانيات
الناشر: مركز البحث في الأنثربولوجيا الإجتماعية و الثقافية
المؤلف الرئيسي: مجاهدي، مصطفى (مؤلف)
مؤلفين آخرين: قباطي، حفيظة (م. مشارك)
المجلد/العدد: ع55,56
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2012
الشهر: يونيو
الصفحات: 15 - 29
ISSN: 1111-2050
رقم MD: 817178
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: ارتبطت الهجرة السرية في السنوات الأخيرة بموجات الهجرة التي شهدتها الجزائر خصوصا على حدودها الصحراوية مع دول إفريقية، ومرور قوافل الأفارقة قاصدين الأراضي المغربية للوصول إلى (سبتة ومليلة) ومن ثم إلى الأراضي الإسبانية. أخذت شكلا جديدا بعد التقدم الاقتصادي الذي عرفته إسبانيا ابتداء من التسعينيات والذي تزامن مع تشكيل الاتحاد الأوروبي وتضييق الخناق على الشباب في الحصول على تأشيرة دخول الأراضي الأوروبية. كما شكلت إسبانيا الباب المفضل لأوروبا لاسيما بالنسبة لشباب الغرب الجزائري، وفي ظل هذه المعطيات لم يدخر الشباب جهدا في المجازفة والمغامرة لاقتناص فرصة عمل باسبانيا. تزامن هذا مع الظروف السياسية والسوسيو اقتصادية التي عرفتها الجزائر والتي قلصت من فرص الشباب في تحقيق حلم الوظيفة داخل الوطن. أجبرت المتغيرات الجديدة الشباب الذين يملكون هذا الحلم المشترك أن يواجهوا مصائر متباينة، ورغم هذا مازال هنالك شباب يتمسكون إلى غاية هذه اللحظة بهذا المشروع وينتظرون الفرصة السانحة للانطلاق نحو الإلدورادو أي ما يرون فيها أرض الممكن، الأمل والثروة السريعة. يتمثل الاتجاه الذي برز بشكل واضح من خلال المقابلات في اعتقاد الشباب أن نجاح مغامرة الهجرة يعني انقلابا جذريا في وضعهم الاجتماعي والمالي، فالشباب المستجوب يعتقد أن المرور من الفقر إلى الغنى لا يتطلب بالضرورة المرور بمرحلة طويلة من الوقت، فلئن أخفقوا في إنجاز هذه النقلة داخل الوطن، فإن تحقيق الهجرة بالنسبة إليهم يعني نجاح مشروع الانتقال. نعتقد أن التحاليل التي أعطيت لظاهرة (الحرقة) أو الهجرة السرية، كانت متأثرة بالبعد المأساوي للحرقة (غرق سفن الشباب في عرض البحر والمفقودين إلى غير ذلك، أي ما يترتب عن الظاهرة، بينما ربطت أسبابها بالبطالة في أوساط الشباب وما ينتج عنها من فقدان الأمل. ويعيد الشباب إنتاج الخطاب نفسه الذي روجت له وسائل الإعلام وأضحى مقبولا اجتماعيا بما يوفره من مبررات لأسباب (الحرقة) تستدعي التعاطف. تتشكل بعيدا عن هذا الخطاب المأساوي والداعي إلى التعاطف سوق حقيقية يجد كل واحد من العاملين فيها منفعة يجنيها سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو دولا، وما كان لهذه الظاهرة أن تستمر وتؤدي إلى خلق شبكات ومنظمات وجمعيات لولا الفائدة التي يجنيها كل طرف والذي قد يرغب في بقائها واستمرارها ليبقى على مصالحه أو على الأقل على وظيفته المتصلة أصلا ببقاء (الحراقة).

ISSN: 1111-2050