ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







حوادث المرور في الجزائر مقاربة سيكواجتماعية : اتجاهات السائقين نحو السلامة المرورية

المصدر: مجلة أنسنة للبحوث والدراسات
الناشر: جامعة زيان عاشور بالجلفة - كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية
المؤلف الرئيسي: سبع، محمد (مؤلف)
مؤلفين آخرين: زعتر، نور الدين (م. مشارك)
المجلد/العدد: ع11
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2014
الشهر: ديسمبر
الصفحات: 99 - 112
ISSN: 2170-0575
رقم MD: 817475
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

54

حفظ في:
المستخلص: ربما يكون وقوفنا في هذه الدراسة على مفهوم الاتجاهات كمدخل رئيسي لفهم سلوك السائقين خاضعا لضرورات علمية تتعلق أساسا بتوجه الدراسة والتخصص الذي تمت ضمن حدوده، غير أنه لا يمكننا أن ننكر أن مفهوم الاتجاهات يتيح في حد ذاته إمكانية الفهم والتحكم في السلوك انطلاقا مما تشير إليه نظريات تشكل الاتجاهات النفسية عند الأفراد، حيث تنبثق ذوي الكثير من اتجاهات النفسية في مرحلة الطفولة، حتي إذا ما تبيت أنها اتجاهات غير مرغوبة فإنه يمكن تعديلها ما دام هذا الأخير ممكنا بلغة أهل السيكولوجيا الاجتماعية، وإذا ما أردنا أساسا أن يكون نوع الاتجاهات التي يحملها السائقون نحو السلامة المرورية إيجابيا، فيمكنا بلوغ ذلكـ من خلال التركيز على تعليم الأطفال قواعد وآدب الطريق من المراحل المبكرة لأعمارهم. قد يبدو غريبا هذا الذي نشير إليه لأن الكثير منا يعتقد خطأ أن مفهوم السلامة المروية يتشكل عند السائق أثناء وبعد الحصول على رخصة القيادة، فبماذا نبرر إذ إلزامية التعليم المروري المبكر في هولندا، وتخصيص نصف ساعة على الأقل أسبوعيا لتلقين أطفال تتراوح أعمارهم بين (12- 4) سنة بعض قواعد المرور، (جووب قووز، 2006، ص2) وبماذا نفسر لجوء أغلب الدول المتطورة إلى أنشاء مدن صغيرة تحتوي على أنظمة مرورية متكاملة لتعويد الأطفال على إتباع نظم المرور والحرص على السلامة، وبماذا نفسر أيضاً أنه في الولايات المتحددة الأمريكية هناكـ مادة تدرس في المراحل المبكرة من أعمار الطلاب بعنوان "السلامة المرورية وأساليب القيادة الصحيحة "خالد هلال، 1418 هـ ، ص 508)، أليست كل هذه المبررات وغيرها سبب لتصحيح الاعتقاد بأن مفهوم السلامة المرورية جدير بأن يكون أحد محاور التعليم في مناهجنا الدراسية، أن جملة النماذج السابقة دليل كافي على أن اتجاهات السائقين نحو السلامة المرورية تتحدد إلى حد بعيد في المراحل مبكرة لأعمار السائقين، لذا وجب علينا إذا ما أردنا توجيهها الوجهة الصحيحة التركيز على الفئات الصغرى ليحق لنا فيما بعد أن نفكر ونتخيل طرقا أمنة مستقبلا. إن للبحث في مفهوم الاتجاهات النفسية نحو السلامة المرورية عند السائقين غايتان، أما الأولي فهي تلك تلك التي أشرنا إليها قبل قليل (التركيز على تلقين مبادئ السلامة منذ الصغر)، وأما الثانية فهي تتيح تعديل السلوك المنبثق عند الاتجاهات السائقين غير المرغوبة (السلبية) نحو السلامة المرورية ما دامت الاتجاهات النفسية مكتسبة، وكل مكتسب قابل للتعديل والتطوير، ويشير التراث الأدبي للسيكولوجيا الاجتماعية إلى العديد من الأساليب الممكنة لتعديل الاتجاهات سبق الخوص في تفصيل الكثير منها في عنصر تعديل الاتجاهات ضمن الفصل السابق، وتلخص مجتمعة توجهين ممكنين لتعديل الاتجاهات، الأول سيكولوجي يأخذ بمبادي السلوكية اعتماد على تقنيات الثواب والعقاب والكف، ومبادئ الإرشاد عن طريق تزويد الأفراد بالمعلومات حول موضوع الاتجاه، واستخدام وسائل الإعلام والاتصال الجمعية وتغيير خبرات الأفراد، وتغيير الإطار المرجعي للفرد وتغيير الجماعة المرجعية، والتعليم المدرسي، وتكونت الجماعات الإرشادية، أما الثاني فسوسيولوجي يعتمد على المنظور التقليدي في الخدمة الاجتماعية والذي يقوم على التقسيم الشائع لطرق الخدمة الاجتماعية إلى (طريقة خدمة الفرد، طريقة خدمة الجماعة، طريقة تنظيم المجتمع)، فعلي المستوي الفرد يمكن للأخصائي الاجتماعي أن يستخدم النصح والإقناع والشرح النظري والإيحاء وعلى المستوي الجماعي يمكن له استخدام ديناميكية الجماعة Group Dynamics لتوجيه وتعديل اتجاهات أعضائها، فضلاً عن أساليب المناقشات والندوات والإقناع أثناء اجتماعات الجماعة، وعلى المستوي المجتمعي يمكن استخدام وسائل الإعلام بصفة عامة مع الإلحاح المستمر لتوكيد الاتجاه المرغوب، مع إعطاء أمثلة للسائقين من شخصيات ذات تأثير داخل المجتمع، يسهل عملية تقمص وتقليد أنماطا السلوكية، (عبد العزير النوحي، 1995، ص 292).

ISSN: 2170-0575