520 |
|
|
|a تقوم هذه الدراسة والمعنونة "الايديولوجيا والسياسة الخارجية : السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الاوسط بعد احداث الحادي عشر من سبتمر/2001 دراسة حالة "العراق" و "فلسطين". وهي الفترة التي شهدت تحولات في توجه السياسة الخارجية الأمريكية. وعلى ذلك فان الاشكالية التي تطرحها هذه الدراسة يعبر عنها التساؤل الرئيسي التالي: كيف يؤثر النسق العقيدي الذي يعتنقه صانع القرار على مواقفه التي تنعكس على قراراته والتي يترجمها سلوكه؟ وقد تفرعت عن هذا التساؤل مجموعة من الاسئلة الفرعية هي :- 1. ما هو اثر الايديولوجيا في تشكيل قرارات السياسة الخارجية وصياغتها؟ 2. ما هو اثر التحديات الجديدة في النظام العالمي الجديد بعد انتهاء الحرب الباردة وتحديداً بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر,2001 على فكر صانع القرار وموقفه ؟ كمحاولة للاجابة عن هذه الاسئلة, وتحديداً التساؤل المحوري الرئيسي منها والذي انعكس على مستوى الفرضيات وكذلك على هيكلية تقسيم الدراسة. اما فيما يتعلق بالفرضيات فقد طرحت الدراسة فرضيتين رئيسيتين مفادهما :- 1. كلما كان هناك تقارب في طبيعة المعتقد الذي يعتنقه صانع القرار مع التصور المشكل لديه عن العالم الاخر, كلما كان هناك انسجام في توجهاته اتجاه الاخر. 2. كلما كانت طبيعة المعتقد الذي يعتنقه صانع القرار متشددة, كلما قلت استجابته للمستجدات في النظام الدولي.
|a ولاختبار صدق هذه الفرضيات فقد وجدت الباحثة في توظيف منهج صنع القرارDecision Making Approach, الطريق الاسلم والانسب لبحث الاشكالية المطروحة من خلال التركيز على اهم المفاهيم التي يطرحها واهم مقولاته. وبناءًُ على ما تقدم تقدم فقد عكس التقسيم الهيكيلي لهذه الدراسة الاسئلة والفرضيات التي طرحتها, وقسمت الى فصلين: الفصل الاول وجاء كاطار نظري اشتمل على مباحث رئيسية, ركز المبحث الاول على اهمية تحليل السياسة الخارجية الامريكية من منظور تقليدي, ذلك التحليل, والذي ظل سائداُ في ادبيات السياسة الخارجية الامريكية والقائم على افتراض مفهوم العقلانية الموجود لدى صانع القرار الامريكي على اعتبار ان العقلانية هي اساس تصرفه. اما المبحث الثاني والذي جاء ليأخذ بعين الاعتبار ما استبعده منهج اللاعب الرشيد في افتراضاته, حيث يفترض بان كل سلوك فردي انما تؤثر به عقائد الفرد التي يعتنقها ووضح المبحث الثالث طبيعة النظام السياسي واهم المحددات التي تحكم هذا النظام سواء البيئة الخارجية والداخلية ايضاً البيئة النفسية, وقد ركزت الدارسة على بيان اهمية دور هذه البيئة والتي تتكون من (الايديولوجيا,والثقافة,اوالصفات الشخصية) كمتغيرات تمثل الوسيط الذي تنتج من خلاله المتغيرات الموضوعية, واثر ذلك على السياسة الخارجية حيث يتصرف صانع القرار في مجال السياسة الخارجية وفق ادراكه للمتغيرات الموضوعية, ليس وفق حقيقتها, وانما تتاثر بطبيعة نظام المعتقد الذي يعتنقه والذي يساعده في رفض البدائل المطروحة امامه او انتقائها او اختيارها للتعامل مع البئية وفقاً لادراكه لطبيعة العالم السياسي. كما تناولت الدراسة اشكالية الايديولوجيا واثر ذلك على السلوك السياسي, فتم التعريف اولاً بمفهوم الايديولوجيا والمصطلحات المقاربه له, وذلك على اعتبار ان السلوك السياسي ما هو الا صورة من صور السلوك الانساني, او من انواعه, وبالتالي فهو يخضع لجميع القواعد التي تخضع لها باقي صور السلوك الانساني, وبصفة عامة هناك عوامل مؤثرة في السلوك, وكيف تؤثر هذه العوامل نفسها على السلوك السياسي واهمها الادراك . اما الفصل الثاني فقد تناولت الدراسة كاطار عملي, تم تقسيه الى اربعة مباحث ناقشت في مطالبها المتتالية الخلفية التاريخية للسياسة الخارجية الامريكية تجاه منطقة الشرق الاوسط, وتعرضت لدراسة التوجهات الامريكية للمنطقة من منظور كل من المدرسة العالمية Globalism التي ترى المنطقة من منظور الحرب الباردة والنزاع مع الاتحاد السوفيتي, ومن منظور المدرسة الاقليمية Regionalism التي تراها المنطقة من منظور الاهتمام بالقضايا الاقليمية التي تخص المنطقة, مما يعني ان تعامل الولايات المتحدة مع المنطقة جاء وفق اجندة تتماشى مع التأكيد على مصلحتها, تؤثر لكن منظورات الادارات هي التي تتباين . كما تم البحث في مفهوم المحافظين الجدد ضمن مباحث ثلاثة سعت الى تحديد مفهوم المحافظ بشكل عام كمفهوم يحوي احياناً دلالات سلبية واحياناً ايجابية, وتعريف فكر المحافظ التقليدي الذي يضرب بجذوره الى الفكر الواقعي حول طبيعة الانسان, وطبعية النظام السياسي. اما فكر المحافظين الجدد الذي تميز بسمة اساسية وهي ان جذور فكرهم جاءت من خلفية يسارية وليس من خليفة يمينية. كما تضمن تطبيقاً عملياً لآفكار المحافظين الجدد والمبينة على مقولات الفكر المحافظ واهمها الايمان المطلق بقضية الامن, والنزعة الى تفضيل الحلول العسكرية, وايمانهم بفكرة الاستثنائية والتميز الخلاق ليس من باب التنوع في الثقافات وفي العادات والافكار, ولكن من باب التميز بين ما ينسجم مع المعتقدات التي يؤمنون بها كمعيار للنظر الى الاخر. فجاءت حالة العراق كتطبيق عملي وانعكاس للرؤية المتشددة الممثلة بالادارة الحاكمة من خلال حسم الملف باسلوب عسكري, مستبعدة الخيارات الدبلوماسية, وخيارات الحظر الاقتصادي, وغيرها من الخيارات كبدائل عن الحلول العسكرية.اما موقف الادارة تجاه فلسطين فكان واضحاً من خلال الانحياز المطلق والدعم لإسرائيل وتمثل ذلك بتكاتف جهود كلا الدولتين في محاربة الارهاب وربط ما تواجهه دولة اسرائيل من مقاومة بالإرهاب, وقيامهم بدعمها بكل الوسائل من اجل وقف هذا الارهاب.
|