ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التاريخ عند مارك بلوك والمنهج السوسيو أنثروبولوجى : دراسة مقارنة فى منهج البحث العلمى

المصدر: مجلة الحوار الثقافي
الناشر: جامعة عبدالحميد بن باديس - كلية العلوم الإجتماعية - مخبر حوار الحضارات والتنوع الثقافي وفلسفة السلم
المؤلف الرئيسي: منصور، مرقومة (مؤلف)
المجلد/العدد: مج2, ع2
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2013
الصفحات: 106 - 111
ISSN: 2253-0746
رقم MD: 818873
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

42

حفظ في:
المستخلص: إن الفكرة الأساسية التي حاولنا استخلاصها تدور خاصة حول تداخل مكونات المجتمعات البشرية الممتدة عبر التاريخ بشيء من الترابط والتكامل، ((إن كل شيء وفي أي مجتمع كان، مرتبطا بعضه ببعض ارتباط تأثر وتأثير، البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي والمعتقدات والتجليات الذهنية في شكلها البسيط أو المعقد»، هذا البناء المركب يدعو في أشكاله إلى توحيد الفكر البشري انطلاقا من الظواهر البشرية المختلفة بتضافر جهود كل التخصصات وبنوع من الاهتمام والتعطش. فمارك بلوك يدعو إلى نبذ كل التصرفات التي من شأنها التقليل من أهمية التاريخ، كما يدعو إلى الحوار والتواصل مع علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية الأخرى دون أن يذوب فيها كلية احتراما لخصوصيات التخصصات الأخرى إذ يقول: ((نعم للحوار مع علم الاجتماع، لأن المؤرخ في حاجة إلى تبادلات مع العلوم الإنسانية والاجتماعية، نعم لتجديد التاريخ خاصة بالاحتكاك مع العلوم الأخرى، ولا للذوبان في هذه العلوم)). كما يشير إلى أن التاريخ الطويل والعريض والعميق والمتفتح والمقارن، لا يمكن تحقيقه بواسطة مؤرخ واحد معزول، فالحياة قصيرة في نظره وأي مختص معزول لا يمكنه أن يفهم إلا القليل في حقل دراسته، ولا يمكن للتأريخ أن يتم إلا بفضل التعاون، في نوع من التركيب العلمي الفردي أو الجماعي. أما بالنسبة للإثنولوجيا التي هي فرع من الأنثروبولوجيا حسب ليفي ستروس، ((فهي تشكل خطوة أولى نحو التركيب (Synthèse) والتي يمكنها أن تتم في ثلاثة اتجاهات: جغرافي إذا أردنا مزيدا من المعلومات عن مجموعة بشرية جواريه للتي ندرسها، تاريخي إذا أردنا إعادة تركيب ماضي شعب أو مجموعة من الشعوب، وأخيرا نظامي أو نسقي (Systèmatique) إذا أردنا عزل تقنية من التقنيات أو عادة من العادات أو مؤسسة من المؤسسات لأجل إحاطتها باهتمام خاص. ففي البلدان الأنجلوسكسونية تهتم الأنثروبولوجيا بالمعرفة الشاملة حول الإنسان، في كل الأبعاد التاريخية والجغرافية، معتمدة على معطيات التطور البشري منذ الإنسان البدائي الأول إلى الإنسان الحالي، رامية إلى الخروج بخلاصه إيجابية أو سلبية ولكنها صحيحة لكل المجتمعات البشرية من أكبر مدينة حديثة إلى أصغر قبيلة ميلانيزية (Mélanésienne). ووصولا لفكرة شمولية العلوم وتوحدها يؤكد ليفي ستروس على أن ((الأنثروبولوجيا لا تتميز عن باقي العلوم الإنسانية والاجتماعية بموضوع خاص بها وحدها، فهي إذا أمكننا القول تقف على العلوم الطبيعية، وتستند إلى العلوم الإنسانية، وتنظر نحو العلوم الاجتماعية». "إن الدراسات الأنثروبولوجية تتميز بخاصية هامة على اختلاف المدارس القائمة الآن حيث نجد أن كل الدراسات الأنثروبولوجية تتجه اتجاها تكامليا بحيث لا نجد الآن باحثا أنثروبولوجيا يتوفر على دراسة نظام اجتماعي معين أو أبعاد مشكلة اجتماعية معينة في معزل عن بقية النظم والمشكلات الاجتماعية الأخرى القائمة في المجتمع موضوع الدراسة... فالاتجاه التكاملي في دراسة المجتمع أخذ يسيطر فيما يعرف بالدراسات السوسيولوجية والأنثروبولوجية على السواء". فشمولية الأنثروبولوجيا ترى في الحياة الاجتماعية كل متكامل غير أنها تعترف في الوقت نفسه بإمكانية تقسيم المجتمع إلى مكونات بسيطة قصد التعمق في دراسته على غرار ما يفعله عالم النفس والاجتماعي ورجل القانون والاقتصادي والمتخصص في العلوم السياسية...)). إن تقريب التفكير العلمي وتوحيده وإبراز العلاقة بين مختلف العلوم الإنسانية وإن اختلفت مناهجها وتشعبت تخصصاتها، تعني الوحدة الأساسية للإنسان كإنسان (جسدا وروحا وتفكيرا)، كعضو في المجتمع البشري بمعاملاته وتمثلاته ومعتقداته، تعني الشمولية في تناول الموضوعات المتعلقة بالإنسان دون التجزئة إلا إذا اقتضت الضرورة لمزيد من الفهم والتعمق، تعني التعددية والتنوع في الحالات والظواهر والتصرفات، ومقارنة بعضها ببعض قصد الحصول على معلومات وافية بنوع من التحليل والتركيب والنقد العلمي الموضوعي، تعني أيضا توخي الحذر في الحصول على المعلومات وإبداء الملاحظات بالاعتماد على المصادر الموثوقة والموضوعية، بروح علمية تترفع عن الأهواء والأحكام المسبقة. نأمل بذلك أننا قد استطعنا تقريب الفكرة المرجو تقديمها للقارئ الكريم دون الإدعاء أننا أحطنا بكل جوانب الموضوع، لكنها محاولة لإثارة بعض النقاط التي يمكن تناولها بالدراسة المتعمقة والمستفيضة وجعلها محل اهتمام من طرف الباحثين في المستقبل.

ISSN: 2253-0746