| المستخلص: |
كثير من الأنشطة البشرية و الطبيعية الضارة تؤثر على الحيد المرجاني في خليج العقبة, مثل التلوث والمواد المتفجرة وأنشطة البناء والعمران على طول شاطئ البحر أنشطة الغطس. الحيد المرجاني الصناعي عادة ما يستخدم أينما تواجد المرجان الطبيعي الذي يعاني من الخراب المستمر، بهدف إعادة التركيب المعقد للريف الذي يعمل كمخبأ وبيئة مناسبة لكثير من الكائنات المرجانية. مثل أسماك عائلة الفتية (البوماسنتريدا) التي عادة ما تتواجد في بيئة المرجان الضحلة, وبعضها يستطيع الوصول إلى عمق 80 متراً أو أكثر. لهذه العائلة أهمية اقتصادية، حيث أنها لا تستخدم من أجل صناعة الغذاء ،لكنها مهمة جداً في تجارة المربى المائي في البحر الأحمر. نمو هذه العائلة وتكاثرها يمكن أن يتم من خلال نجاح استيطان يرقاتها في بيئة الحيد المرجاني، حيث أن هذه البيئة توفر لهذه اليرقات الحماية من المفترسين وتقلل فترة الاستيطان لها. الهدف الرئيس لهذه الدراسة هو دراسة تأثير الحيد المرجاني الصناعي على التركيب الحيوي لعائلة الفتية، والقيام بمقارنة بين هذه البيئة الصناعية و بيئة المرجان الطبيعي. تقع منطقة الدراسة في الجزء الجنوبي لخليج العقبة لمحطة العلوم البحرية على عمق 10-15 متراً. هذه المنطقة تشتمل على غطاء منتشر من المرجان الطبيعي. لقد صممت وحدات المرجان الصناعي لتحاكي صخور وتكتلات المرجان الطبيعي والتي قد أنزلت في الموقع في كانون الأول من عام 2009, حيث أنها وضعت في قاع رملي تبعد عن المرجان الطبيعي 20 متراً وتبتعد كل وحدة عن الأخرى قرابة المترين. لقد تم في هذه الدراسة اثنا عشرة عملية عد ورصد خلال فترة الدراسة، وكان مجموع الأسماك التي أحصيت في الحيد المرجاني الطبيعي هو تقريباً 10530 سمكة, بينما كان عددها في الحيد المرجاني الصناعي ما يقارب 1868 سمكة تتبع عائلة الفتية ( البوماسنتريدا). فكان معدل عدد الأسماك التي سجلت في كل من الحيد المرجاني الطبيعي والصناعي شهرياً هو 3452 و 58 سمكة على التوالي. تسعة أنواع مسجلة في الحيد الطبيعي و8 مسجلة في الحيد الصناعي. بما يتعلق بالحيد المرجاني الصناعي, شكلت سمكة Neopomacentrus miryae تقريباً 73% من التواجد النسبي من مجموع الأسماك المسجلة. وقد احتوت سمكة Pomacentrus trichourus على أكبر نسبة لتكرار للظهور (100%) من بين الأسماك و 22% من التواجد النسبي لها. أما بما يتعلق بالحيد المرجاني الطبيعي, فقد كونت سمكة Neopomacentrus miryae تقريباً ما يعادل 91% من التواجد النسبي للأسماك المسجلة. تكرار الظهور لمجموع الأسماك التي وجدت في الحيد الطبيعي كانت أكبر منه للأسماك التي وجدت في الحيد الصناعي, أيضاً كان متوسط عدد الأنواع في الحيد الطبيعي أكبر منه في الحيد الصناعي. عدد أفراد الأسماك في الحيد الصناعي كان أكبر بكثير في فصل الصيف من بقية الفصول الأخرى، يتبعه فصل الربيع. سمكة Pomacentrus trichourus امتلكت أعلى نسبة تكرار ظهور من بين الأسماك في كل من الحيد الطبيعي والصناعي. من ناحية أخرى. سمكة Chromis weberi و Chromis pembae لم تتواجد إلا في الحيد الصناعي. بما يتعلق بالتنوع الحيوي للأسماك، لوحظ أنه كان أكثر ارتفاعاً في الخريف منه في بقية الفصول، يتبعه الصيف. في الخلاصة، الحيد المرجاني الصناعي يستطيع أن يلعب دوراً هاماً في تكوين مجتمعات حيوية لأسماك هذه العائلة خاصة تلك التي ليست مترافقة مع المرجان الحي والتي تتغذى على العوالق البحرية، وأيضاً يستطيع الحيد المرجاني الصناعي أن يساعد في استيطان كثير من الأسماك المترافقة مع المرجان الحي من هذه العائلة . مما سبق, نستنتج أنه لا بد من القيام بمزيد من الدراسات التي تختص بعلاقة أنواع المرجان والتنوع الحيوي في كل من الحيد الطبيعي و الحيد الصناعي لمدة كافية تسمح بنمو المرجان لأحجام مناسبة, كي تستقطب الأنواع التي تعيش مع المرجان.
|
