ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







يجب تسجيل الدخول أولا

ديناميات الشخصية لدى عينة من المكفوفين في المرحلة الجامعية : دراسة كلينيكية

المصدر: المؤتمر السنوي الخامس عشر - الإرشاد الأسري وتنمية المجتمع نحو آفاق إرشادية رحبة
الناشر: جامعة عين شمس - مركز الارشاد النفسي
المؤلف الرئيسي: الجيد، إيمان لطفي إبراهيم محمد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Mohamed, Eman Lotfy Ebrahim
المجلد/العدد: مج 1
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2010
مكان انعقاد المؤتمر: القاهرة
رقم المؤتمر: 15
الهيئة المسؤولة: مركز الإرشاد النفسي ، جامعة عين شمس
الشهر: أكتوبر
الصفحات: 221 - 268
رقم MD: 82288
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

609

حفظ في:
المستخلص: يتضح إن تصرفاته متمركزة حول ذاته، ورغباته الداخلية أقوى من القيم والواقع الراسخ لديه والمفترض أن يسلك في إطاره، فهذا يجعله كثير الخطأ، وهو لا يشعر بالحب والأمان داخل الأسرة فيسعى للبحث عنهم خارج الأسرة بطريقة خاطئة، هو ليس لديه أي وسيلة لمليء وقت الفراغ فالأم تمنعه من الاعتماد على نفسه خوفاً منه (لكثرة مشكلاته) وخوفاً عليه (بسبب كف بصره الذي تنظر له على إنه كارثة)، ينكر واقع كف البصر لكنه يصطدم بالحواجز فيفيق على صدمة، يسقط مشكلاته على المجتمع المحيط به إنه لا يعامله المعاملة السليمة لكن الخطأ كامن بداخله هو، ويعجز عن مواجهة المشكلات ويظهر سوء التوافق ويضحي بذاتيته على مذبحة الجماعة مفكراً في الانتحار. من خلال تفسير استجابات المفحوصين من المكفوفين في الملاحظة المباشرة، دراسة الحالة، إختبار ساكس لتكملة الجمل تبين إن الأفراد مرتفعي ومنخفضي سمات الشخصية لدى الجنسين يتفقون في بعض المحاور وهي: 1. مشاعر النقص والدونية: حيث تسيطر عليهم هذه المشاعر بسبب كف البصر الذي يمثل حائلاً بينهم وبين استثمار طاقاتهم وتحقيق ذواتهم وعدم القدرة على الهروب من شفقة وعطف أو استفزاز المبصرين سواء من الزملاء أو الأهل. 2. الثنائية الوجدانية: فهم بحاجة ماسة للحب والعطف والاعتماد على الآخر، وهم أيضا بحاجة إلى الاعتماد على الذات والاستقلال، مما ينشأ ثنائية وجدانية في شخصية الكفيف. 3. التعويض: فمرتفعوا السمات الإيجابية المرتفعة يقومون بالتعويض لشعورهم بالنقص بشكل إيجابي مباشر أو غير مباشر من خلال التفوق الدراسي وإظهار قدراتهم الإبداعية، أما منخفضوا سمات الشخصية الإيجابية فأيسر سبل التعويض لديهم هي اللجوء للاستجابات الدفاعية. 4. سيطرة المخاوف والقلق على فئة المكفوفين: سواء ما يتعلق بالمستقبل أو النجاح أو الحياة ككل. 5. الشعور بالذنب: الناجم عن الإحساس بالحقارة والنقد الذاتي. 6. الشعور بالتوتر وعدم الشعور بالأمان: ودليل على ذلك عدم السيطرة على الغضب والشعور الدائم بالحاجة للاعتماد على الآخر. 7. الشعور بالانسحاب: وهي تمثل حيلة دفاعية للهروب من الواقع الأليم والشعور إن الحياة تافهة. 8. البارانويا (عظمة أو اضطهاد): وهو نابع من الشعور بالظلم والغيرة من الآخرين. بينما يتضح إن بروفيل مرتفعي سمت الشخصية يختلف عن بروفيل منخفضي سمات الشخصية لدى الجنسين في المحاور التالية: في حالات مرتفعي السمات يتضح جلياً إنهم يرفضون النظر لكف البصر كعجز، فهم يتحدون هذه الإعاقة وإن كان لديهم قلق كامن لكنه قلق كامن لكنه قلق إيجابي يعبر عن انتفاضة الحياة وتحدي العجز ورفض الإذعان له؛ لذلك نجدهم يعبرون عن قلق كامن يبدو في التحلي بالصبر أو المثابرة أو العصبية وعدم القدرة على الضبط الانفعالي، وهذا يرجع بشكل جزئي إلى المرحلة إلنمائية التي يمرون بها وهي مرحلة المراهقة وهم في ذلك يتفقون مع الحالات من ذوى السمات المنخفضة وإن اختلفت نوعية القلق لديهم وأسلوب التعبير عنه، حيث إن القلق لديهم هو قلق سلبي يعبر عن نفسه في صورة أعراض دفاعية وجسدية ونفسية لا يكمن وراءها أي إنجاز. وقد تبع ارتفاع مستوى سمات الشخصية الإيجابية ارتفاع في تحقيق الذات يبدوا في التفوق الدراسي كنوع من التعويض عن الشعور بالعجز في ظل كف البصر، وتقبل الذات، والرضا بالوضع الراهن لقدراتهم، فلا مفر من الإعاقة فعليهم الرضا بالأمر الواقع، ونظرتهم الواقعية للأمور، والتفاؤل في النظر إلى المستقبل والهدف من الحياة، ويرجع ذلك إلى العلاقات الاجتماعية السوية في إطار الأسرة والمدرسة فالبيئة الاجتماعية والأشخاص المهمين في حياة الكفيف يمارسون تأثيراً هاماً على مظاهر نموه الشخصي الاجتماعي، بينما ند إن انخفاض سمات الشخصية لم يتبعه سوى انخفاض في تحقيق الذات الذي بدا في انخفاض مستوى التحصيل الدراسي وعدم تقبل الذات، والنظرة المتشائمة للمستقبل بسبب العلاقات المنفصمة العرى بين أفراد الأسرة، مفهومه لذاته سالب، وفاقد الشيء لا يعطيه (فالذي يفتقد الحب ممن حوله لا يمكن أن يمنحه للآخرين). ونجد إن سمة الحساسية ترتفع لدى الإناث مقارنة بالذكور لأنهن أكثر اعتماداً على الآخرين وأكثر تلقى للحماية الزائدة ولديهن حس مرهف في الاستمتاع بالموسيقي العاطفية. كما إن ارتفاع سمات الشخصية لدى الجنسين من المكفوفين يتبعه ارتفاع في سمة القصور النفسي مما يشير إلى الرضا بالأمر الواقع في إنهم محكوم عليهم بالحرمان من متع الحياة. كما إن انخفاض مستوى سمات الشخصية الإيجابية لدى الجنسين تبعه ارتفاع في مستوى الاكتئاب المصحوب بانخفاض الطاقة لدى الإناث، واكتئاب مصحوب بالانتحار لدى الذكور. وبصفة عامة توجد فروق بين العوامل النفسية الكامنة بين المراهقين المكفوفين والمراهقات المكفوفات وكذلك توجد فروق بين ذوي سمات الشخصية المرتفعة والمنخفضة. ويتضح جلياً من خلال العرض السابق للنتائج إن ارتفاع مستوى سمات الشخصية أو انخفاضها لا يمكن أن ينطوي على دلالة قاطعة إلا بالرجوع إلى الشخصية ككل متكامل ودينامى سواء كانت الحالة ذكراً أو أنثى. وبناءاً على ما سبق تقترح الباحثة مجموعة من المقترحات والتوصيات التربوية التالية:  توعية شباب الجامعة من المكفوفين عن طريق الندوات بالرضا بالواقع، وإن التوافق عملية تقوم على تعديل الفرد لذاته أكثر مما تقوم على تعديل المجتمع.  إحاطة أساتذة الجامعات بتيسير الأمور للطالب الكفيف حتى يتميز أكاديمياً (كالسماح له بتسجيل المحاضرات، تحديد المقاعد الأولى في المدرجات للمكفوفين، التغاضي عن بعض المشكلات الخاصة بهم مراعاة لظروفهم واحترام آرائهم).  ضرورة توفير مكتبة سمعية وصوتية داخل الجامعة بحيث تضم العديد من المقررات الدراسية والمعارف المتعددة لإشباع الحاجات التربوية والنفسية للطالب الجامعي الكفيف وشغل وقت فراغه بين المحاضرات.  ضرورة توفير أخصائيين نفسيين واجتماعيين داخل الجامعة لخدمة طلاب الجامعة المكفوفين ومساعدتهم على ما يواجههم من مشكلات.  ضرورة تحويل مفهوم كفيف وذوي احتياجات خاصة إلى ذوي قدرات خاصة لخلوها من الحواجز والعوائق. كما توصى الباحثة بإجراء المزيد من الدراسات العلمية بين المكفوفين والمبصرين ولتكن نتيجة هذا البحث فروضاً تنطلق منها هذه الدراسات الجديدة.