العنوان بلغة أخرى: |
تماثيل الرقة الخزفية : من القرن 6 - 7 هـ / 12 - 13 م |
---|---|
المصدر: | مجلة اتحاد الجامعات العربية للسياحة والضيافة |
الناشر: | جامعة قناة السويس - كلية السياحة والفنادق |
المؤلف الرئيسي: | Yusuf, Hiba (Author) |
المجلد/العدد: | مج8, ع2 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
الشهر: | ديسمبر |
الصفحات: | 103 - 111 |
ISSN: |
1687-1863 |
رقم MD: | 828730 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يهدف هذا البحث إلى دراسة ستة تماثيل خزفية صغيرة الحجم، عثر عليها في خرائب الرقة ترجع إلى القرنين السادس - السابع للهجرة/ الثاني عشر - الثالث عشر الميلادي. والحقيقة ان مدينة الرقة التي أنشأها الإسكندر المقدوني قد شهدت نهضة كبيرة خلال العصور الإسلامية وبصفة خاصة أثناء خلافة هارون الرشيد الذي اقام بها معظم اوقاته واتخذ منها عاصمة ثانية للخلافة العباسية وحذا حذوه من جاء بعده من خلفاء الدولة العباسية. ولقد شهدت الرقة أزهي عصورها الفنية إبان العصر الأيوبي وذلك خلال القرنين السادس - السابع للهجرة / الثاني عشر — الثالث عشر الميلادي، حيث تميزت بإنتاج أنواع وأشكال متعدة من الخزف وبظهور أساليب وتقنيات صناعية لم تكن معروفة من قبل، فقد ظهر بالإضافة إلى خزف البريق المعدني أنواع أخرى جديدة مثل الخزف المرسوم باللون الأسود تحت طلاء زجاجي شفاف أزرق أو فيروزي والخزف المرسوم باللون الأسود تحت طلاء زجاجي شفاف والمعروف بخزف الظل أو السيلويت وذلك بالإضافة إلى نوع آخر بديع نفدت زخارفه بالحز والإضافة وكسيت بطلاء زجاجي سميكة ذات ألوان زرقاء وصفراء وخضراء وبنفسجية أطلق عليه أسم "لقبي" أي المرسوم باللغة الفارسية والذي رجح العديد من الباحثين أن انتاجه كان قاصرا على بلاد الشام فقط خلال العصر الأيوبي. وتماثيل الرقة تتميز جميعها بصغر حجمها حيث يتراوح ارتفاعها ما بين 23 سم 46 سم (كأقصى ارتفاع لها) وتمثل أشكالا آدمية وحيوانية ومخلوقات خرافية أو محورة ، حار العلماء في تفسير كنهها ووظيفتها، فبعض هذه التماثيل لا يحتوي على أية ثقوب على الإطلاق مما يدفع إلى الاعتقاد أنه كان يستخدم كلعب أطفال أو كقطعة للزينة والديكور، بينما تتميز بعض التماثيل الأخر بوجود ثقوب وتجويفات في مواضع مختلفة بها مما يرجح استخدامها كقوارير أو كأجزاء من فوارات مائية أو أكواما نيل، ولقد حرصت الدراسة على تسليط الضوء على تلك المهارة الفائقة التي ميزت خزافي الرقة الذين برعوا في إنتاج نماذج فنية اقتصر إنتاجها في البداية على المعادن ، وذلك بهدف إرضاء شريحة أكبر ذات أذواق وإمكانات مختلفة ، أضف إلى ذلك التأثير اللوني البديع للطلاء الزجاجي التي كسيت بها هذه التحف والذي أضفي عليها مزيدا من القيم الجمالية ولقد تطرق البحث بطبيعة الحال إلى موقف الإسلام من التصوير الآدمي والحيواني بصفة عامة (سواء أكان مسطحا لا ظل له أم مجسما له ظل مثل التماثيل) والذي كان ولا يزال مثار جدل شديد بين الفقهاء، وتجدر الإشارة في هذا المجال أنه على الرغم مما أشيع عن كراهية الإسلام لتصوير الكائنات الحية ، فإنه مما لا شك فيه أن القرآن الكريم وهو المصدر الرئيسي للتشريع لم ينص صراحة على التحريم أما الأحاديث النبوية وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي فقد اختلفت فيما بينها بصورة جعلت الفقهاء وعلماء الآثار الإسلامية يختلفون بصدد تفسير موقف الإسلام من التصوير الآدمي والحيواني : فمن قائل بالتحريم التام وآخر يرى أن الأمر لا يعدو مجرد كراهية في حين يذهب فريق ثالث إلى إباحة التصوير استنادا إلى إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم استعمال العملة الساسانية والبيزنطية وقد كانت جميعها تزدان بصور أباطرة الروم وأكاسرة الفرس، كما تبيح هذه المجموعة استخدام لعب الأطفال كالعرائس وغيره وهو ما ينطبق على بعض التماثيل موضوع الدراسة، على جانب آخر فإننا نستطيع القول أن الإسلام قد أباح التصوير الآدمي والحيواني ما دام بعيدا عن الوثنية وعن شبهة منافسة الخالق عن طريق تصوير كائنات بأسلوب واقعي وبمحاكاة رفيعة للواقع وهو ما يفسر رسوم ومناظر الحيوانات الخرافية والمحورة والتي تراها بكثرة على منتجات الفنون الإسلامية وهو ما ينطبق بدوره على عدد آخر من هذه التماثيل. |
---|---|
ISSN: |
1687-1863 |