المستخلص: |
تبين من خلال هدا البحث آن الاختلاط هو آفة عقلية تورث فسادا في العقل، تؤدي بصاحبها إلى عدم انتظام أقواله وأفعاله بأي سبب من الأسباب وعلى ذلك، فإن الراوي الموصوف به مجروح بسبب فساد في ضبطه، فيرد حديثه الذي حدث به بعد الاختلاط، ويقبل حديثه الذي حدث به قبل الاختلاط، أما إذا لم يتميز في ترك الجميع، ثم إن الكشف عنه ليس بالأمر الهين أو السهل، بل يتطلب ممن تصدى له بذل الجهد واستفراغ الوسع لسير مرويات الراوي المختلط لمعرفة زمن اختلاطه، وذلك لتمييز حديثه، ولاشك أن هذه المهمة عسيرة وشاقة إلى جانب أنها دقيقة وخطيرة، فهي لا تقتصر على متابعة الحدث في وقت دون وقت، أو مكان دون آخر ، أومن شيخ دون سواه، بل تمتد حتى وفاة الرجل موضع النقد، وقد كان المحدثون أحيانا يعيدون سماع الأحاديث التي سمعوها من ذلك الشيخ من آجل أن يعرفوا ويحددوا اختلاط، الراوي من عدمه، ومن هنا نعلم آن السنة النبوية "وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع - قد وصلتنا صافية نقية بفضل جهود هؤلاء العلماء النقاد، ولاشك أن جهودهم هذه قد سدت الباب أمام المغرضين والحاقدين الذين يريدون النيل من سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
|