| المستخلص: |
على الرغم من أن العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر هي علاقة تاريخية ووطيدة يسودها في الغالب التناغم والوئام، إلا آن هذه العلاقة مرت بعدد من مراحل التوتر والاحتقان والتي عبرت عن نفسها في عدد من أحداث العنف الطائفية التي شهدتها البلاد على مر تاريخها الحديث والمعاصر. وتمثل الفترة ما بين ١٩٠٨ و١٩١١ نقطة تحول في هذه العلاقة، إذ إنها الفترة التي شهدت بروز انقسام واضح، ليس على المستوى الاجتماعي فحسب ولكن أيضا على المستوى السياسي. وقد اتسمت هذه الفترة بتراجع الحركة الوطنية في معركتها ضد الاحتلال البريطاني، في الوقت الذي شهدت فيه تصاعدا واضحا في التوترات الطائفية وتدهورا في العلاقات بين المسلمين والاقباط، تمثل في اشتعال الحرب بين الصحف ذات الاتجاه الإسلامي والصحف القبطية، ثم جاء فيما بعد حادث اغتيال بطرس باشا غالى، والذى عمل مثيرو الشقاق على استغلاله لتفجير الخلافات الطائفية، ثم بلغ الأمر ذروته بانعقاد المؤتمرين القبطي والإسلامي بتحريض من الاحتلال في عام ١٩١١. في ضوء ذلك، تهدف هذه الدراسة إلى تتبع هذه الأحداث في محاولة لألقاء الضوء على هذه الفترة من تاريخ مصر الحديث في أطار العلاقة بين المسلمين والأقباط، والتى ترجع أهميتها إلى أنها إذا كانت قد شهدت قمة الخلاف وأقصى أنواع الشقاق التى عرفته مصر بين أبنائها، إلا انها في نفس الوقت كانت بمثابة الفترة التحضيرية للميلاد الحقيقي لفكرة الوطنية المصرية ولترابط جميع فئات الشعب المصرى فيما بعد في ثورة 1919.
Prior to the 1919 revolution, unity between Muslims and Copts in Egypt seemed impossible, as the Coptic community faced strained relationship with the Muslims at the beginning of the century. It can be assumed that the period of 1908-1911 witnessed the lowest point in Muslim-Coptic relations. Many historians blame British manipulation of the minority issue for inciting sectarian hostility. Tensions between the two communities were aggravated by the assassination of Butrus Ghali and then culminated by the Coptic and Muslim congresses that made a'great stir at the time. In light of these incidents, this article aims at studying the factors that led to the sectarian strife that the country witnessed in 1910-1911. It was the very point at which each community realized that sectarian conflict, mainly incited by the British policy of “Divide and Rule”, had served only the British interests by stifling the national movement and it was only their unity that would make them succecd in their fight for national independence.
|
