ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







دور النهضة الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي بالسودان: الفرص والتحديات

المؤلف الرئيسي: عثمان، عبدالجبار حسين (مؤلف)
مؤلفين آخرين: عبدالرحمن، صلاح (مشرف), يونس، محمد جمال أحمد (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2017
موقع: الخرطوم
الصفحات: 1 - 278
رقم MD: 829231
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة دكتوراه
الجامعة: جامعة النيلين
الكلية: كلية التقانة الزراعية وعلوم الأسماك
الدولة: السودان
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

182

حفظ في:
المستخلص: تهدف الدراسة إلى تقييم دور البرنامج التنفيذي للنهضة الزراعية (2008 م -2011 م) في تحقيق الأمن الغذائي في السودان. توصل البحث إلى نتيجة مفادها أن البرنامج التنفيذي للنهضة الزراعية لم يحقق أهدافه في تحقيق الأمن الغذائي للسودان خلال فترة تطبيقه وفق إسقاطات البرنامج للنواتج المتوقعة من تنفيذه حيث لم تتحقق الأهداف الكمية في مجال سلع الأمن الغذائي. وجد البحث أن السبب الرئيسي يعود إلى التناول الجزئي لمكوناته. لقد اشترط البرنامج تسع مقومات أساسية يعتمد عليها في نجاحه واشترط تكاملها وهي تهيئة البيئة المواتية لاستدامة وتطور الإنتاج وتشمل السياسات الداعمة للإنتاج وتحسين البنيات التحتية ورفع قدرات المنتجين والمعنيين بالإنتاج، معالجة قضايا الأراضي الزراعية، تطوير وتحديث النظم الزراعية والخدمات المساندة وحماية وتنمية الموارد الطبيعية، استغلال الطاقات العاطلة في الإنتاج والتصنيع الزراعي، وأعمال متطلبات الجودة والسلامة الغذائية والشراكات الاستراتيجية. وبالرغم من أن صرفا مقدرا قد تم على البرنامج إلا أن أجهزة البحوث ونقل التقانة والإرشاد والمعلومات والتسويق وبناء القدرات لم تنل التمويل المطلوب ولذلك لم تكتمل حلقة الشروط المفتاحية لنجاح البرنامج.

استخدمت الدراسة البيانات الزراعية لمحاصيل الذرة والدخن والقمح للفترة 1953 م -2013 م وقامت بإجراء التحليل الوصفي واستقراء النتائج المتوقعة لمعدلات نمو المحاصيل والسكان وإنتاجية العمالة وإنتاجية المحاصيل الغذائية. وجدت الدراسة هنالك فجوة غذائية متسعة وتدنى ملحوظ في إنتاجية العامل الزراعي وإنتاجية المحصول الغذائي في السودان مقارنة بالعالم (قلة إنتاجية العامل 0.33 طن / يوم وتدني إنتاجية الغلة بنحو 0.63 طن /الهكتار). عزت الدراسة الإخفاق إلى عدم استقرار وكفاءة الإنتاج في مواكبة التغيرات المناخية ودورات الجفاف وتحديث النمط الإنتاجي التقليدي والتركيز على التوسع الرأسي القائم على تبنى واستخدام التقانات الزراعية المتطورة. سجل معدل النمو السنوي لإنتاجية محصولي الذرة والدخن نحو (-1.41%) و(-2.69%) بمعنوية إحصائية بدرجة ثقة 0.1% وسجل معدل إنتاجية محصول القمح نحو 0.86% والذي استدعى صغر ذلك المعدل التوسع الأفقي والذي ارتفع بمعدل النمو للإنتاج بنسبة 84% للمحصول. أوضحت نتيجة الدراسة كذلك ضعف القدرة الشرائية للمستهلكين انعكاسا للسياسات الاقتصادية الكلية والتي أدت إلى ارتفاع أسعار السلع القياسية للمستهلك من 0.002 نقطة في 1973 إلى 314 نقطة في 2013 نتيجة ارتفاع معدلات التضخم من 10% عام 1970 إلى 166% عام 1996 وانخفاضه إلى 36% في 2013، انفلات سعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار، عجز الميزان التجاري وميزان المدفوعات، الزيادة المستمرة في استهلاك القمح بنسبة 2.7% سنويا واستيراد القمح بنحو مليار دولار في العام 2013 للتدفق المستمر للسكان نحو العاصمة. خلصت الدراسة إلى خطورة مستقبل الأمن الغذائي خاصة انه يحتل حاليا موقعا متأخرا في مؤشر الأمن الغذائي العالمي (97 من 105 دولة) ويحتل المرتبة الأخيرة بين الدول العربية. وحتى بعد إطلاق البرنامج التنفيذي للنهضة الزراعية والصرف المقدر للبرنامج وقدرته على إحداث حراكا في تطوير بعض نظم الإنتاج واستخدام التقانات الحديثة، التوعية بأهمية الزراعة، تقديم نماذج ناجحة وظهور مبادرات إيجابية من القطاع الخاص المحلي والأجنبي، والتنسيق بين الأجهزة والمؤسسات المعنية بالتنمية الزراعية، فإن استمرار الآثار السالبة لمؤشرات الاقتصادي الكلى وعدم قدرة الإنتاج الزراعي على تحقيق الاكتفاء الذاتي في محاصيل الغذاء الرئيسية يشير إلى ضعف استقرار المرتكزات الأربعة للأمن الغذائي وهى الإمداد والإتاحة والاستقرار والاستخدام مما قد يؤدى هذا الوضع الغذائي إلى احتمال حدوث مخاطر سياسية. توصى الدراسة بإتباع سياسات اقتصادية كلية شاملة مناصرة للقطاع الزراعي ومحفزة للمنتجين وتنفيذ مكونات برنامج النهضة التسع الأساسية متكاملة، واهمها تهيئة البيئة لاستدامة وتطور الإنتاج، معالجة قضايا الأراضي الزراعية، تطوير النظم الزراعية والخدمات المساندة المتأقلمة للتغير المناخي وحماية وتنمية الموارد الطبيعية، استغلال الطاقات العاطلة في الإنتاج والتصنيع الزراعي، وتفعيل شروط الجودة والسلامة الغذائية والشراكات الاستراتيجية كشرط أساسي لتحقيق الأمن الغذائي في السودان للفترة المقبلة. في هذا الصدد أوصت الدراسة بتحديث النمط الإنتاجي التقليدي باستخدام الطاقة الشمسية وإدخال أنظمة الري الحديث كالري بالتنقيط لزيادة إنتاجية المحاصيل الغذائية في القطاع المطري التقليدي في ولاية شمال كردفان كنموذج اقترحته الدراسة (الملاحق). كما أوصت الدراسة باستخدام تقانات حصاد المياه، الزراعة الصفرية والأسمدة والبذور المحسنة ومكافحة الحشائش في القطاع الألى المطري. كما أوصت الدراسة بانتهاج سياسات رشيدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي التدريجي من محصول القمح على مدى عشر سنوات بتوفير مدخلات الإنتاج ودعم سعر الشراء وضمان شراء المحصول وتقنين وتحديد كميات استيراد القمح المتناقصة سنويا وفق نظام الحصة مع إلزام الشركات الكبيرة المصنعة للدقيق بتنفيذ برامج استثمارية لإنتاج القمح في الأراضي المخصصة لها وقيام الحكومة بتقديم كل التسهيلات لها لتنفيذ هذا البرنامج في المدى الزمني المحدد.