ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







العالم العربي وتطور النظام الدولي

المصدر: شؤون عربية
الناشر: جامعة الدول العربية - الأمانة العامة
المؤلف الرئيسي: شلبي، السيد أمين (مؤلف)
المجلد/العدد: ع171
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2017
الشهر: خريف
الصفحات: 23 - 31
ISSN: 1687-2452
رقم MD: 834732
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

93

حفظ في:
المستخلص: رغم عدم تبلور ورسوخ النظام المتعدد الأقطاب حيث مازال يمر بحالة من السيولة Liquidity، والذي جعل بعض الباحثين إلى وصفه "باللاقطبية" Nonepolarity إلا أن الخبرة الدولية تظهر للعالم العربي أنه حين تطور النظام إلى انفراد قوة واحدة هي الولايات المتحدة بالقوة كانت آثاره سلبية، بل ومدمرة على النظام العربي وتفككه، على العكس من بدايات ظهور قوى دولية ابتداء من العقد الماضي قدم هذا حرية حركة وبدائل لدول عربية وإمكانيات توسيع قاعدة علاقات دولية، وظهر هذا بوضوح بالنسبة لمصر في مرحلة حرجة من تاريخها بعد 30 يونيه 2013، اتجهت، بعد تجربة صعبة مع القوة التي كانت تعتمد عليها خاصة في مجال التسليح، إلى قوى أخرى شرقية مثل، روسيا والصين، ودول غربية مثل فرنسا وهو نفس النمط الذي اتبعته دول الخليج وبشكل خاص في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة، حيث بدأت تبني علاقات متطورة مع قوى مثل روسيا والصين في مجالات هامة مثل السلاح والطاقة. غير أن توجه مصر، والسعودية ودولة الإمارات إلى تعدد علاقاتها الدولية، لم يكن على حساب علاقاتها التقليدية مع قوة مثل الولايات المتحدة، حيث بعد فترة من التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة، عادت العلاقات إلى مسارها الطبيعي، شهدت زيارات كل من ولي ولي العهد السعودي لواشنطن والتقارير الإيجابية التي ظهرت عنها، كما زارها الرئيس عبد الفتاح السيسي وسط أجواء إيجابية للغاية، ولعل ما يستوقف نظر المراقب فيما يتعلق بقرار كل من السعودية ومصر توسيع قاعدة علاقاتهما الدولية، أن الأجواء التي أحاطت بزيارة كل من الرئيس السيسي لواشنطن في أبريل من هذا العام وزيارة الرئيس الأمريكي ترامب للسعودية، لم تؤثر على علاقات البلدين مع قوة مثل روسيا، ففي أعقاب زيارة ترامب للمملكة السعودية مباشرة، زار ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان موسكو في 28 مايو التقى بالرئيس الروسي حيث ناقشا قضايا حيوية لعلاقات البلدين الثنائية مثل الطاقة، والإقليمية مثل الأوضاع في اليمن، وسوريا وتداخل العامل الإيراني، وتردد أن ثمة إعدادا لزيارة العاهل السعودي لموسكو، وبالتوازي مع ذلك تقريبا شهدت القاهرة اجتماع وزير خارجية ودفاع كل من مصر وروسيا في نطاق صيغة 2+2 وهو اللقاء الذي كان معناه المباشر هو استمرار وتجديد الشراكة المصرية الروسية. نخلص من هذا الاستعراض لأنماط النظام الدولي وآثاره على العالم العربي وقضاياه وخبراته مع كل نمط، أن ما يتجه إليه النظام الدولي، بفعل عوامل وقوى موضوعية وتوزيع القوة العالمية، من نظام تتعدد فيه القوى، وألا تنفرد فيه قوة واحدة بقرار السلام والحرب وفرض أجندتها الخاصة، إنما هو أنسب النظم للدول الصغيرة والمتوسطة مثل الدول العربية حيث تقدم لها البدائل والخيارات التي تتفق مع مصالحها، الأمر الذي يعتقد أن على هذه الدول أن تعمل من خلال حركتها الدولية والمنظمات الدولية والإقليمية على التمكين لهذا النظام الجديد الذي تقدم أيضا صيغة صحية ومتوازنة لتناسق دولي وليس الهيمنة.

ISSN: 1687-2452