المستخلص: |
تتناول الورقة تعريف الباعث والعوامل المثبطة للبواعث الإجرامية في الشريعة والقانون. فقد تكون لدى كثير من الناس ميول نحو السلوك المحظور شرعا، وقد يكون لديهم الاستعداد الكافي للإقدام عليه، وقد يجدون من العوامل ما يشد أزرهم ويقوي عزمهم، فيصبح ذلك السلوك الإجرامي أمرا ممكنا ومستساغا في نظرهم ولكن قد تظهر عوامل أخرى، بعضها محمل الترغيب في الخير، والتطهير من الشر طلبا للثواب من الله سبحانه وتعالى، وبعضها يحمل الإنذار والتحذير من مغبة السلوك الإجرامي، وسوء عاقبته، فيولد هذا وذاك في النفوس الميالة نحو الجريمة بواعث تعمل في اتجاه مضاد للبواعث الدافعة، هي بواعث المنع التي تحرك ما يسمى (جهاز المنع) الذي يوقف النشاط الشخصي، ويميت فكرة الإقدام لديه. وهكذا يأتي علي رأس العوامل ذات التأثير المانع نداء الدين الذي يتخذ له من العقل والضمير منزلا، ولكن قد يضعف الأثر المانع لهذا الدين لدى الشخص في وقت من أوقات حياته، فينتصب مانع آخر هو العقوبة التي يقررها الشرع بما تنطوي عليه من ردع وزجر، وكذلك هنالك عامل آخر له أثر مباشر في ردع الإنسان، ومنعه من ارتكاب الجريمة، وذلك بما ينطوي عليه من آثار سلبية على نفسية الجاني ألا وهو العرف.
|