المستخلص: |
حفل التاريخ الإسلامي عامة والمملوكي خاصة بشخصيات محورية رفعت المصادر الإسلامية بعضها إلى عنان السماء تشريفا ومدحا، وخسفت بالبعض الآخر قدحا وذما، وما بين رؤية الفريقين يأتي المؤرخ بموضوعيته ليضع تلك الشخصيات في الميزان (إيجابا وسلبا) تبعا لأهميتها وحجم إنجازاتها ودورها في صناعة الأحداث التاريخية. وحسبنا في ذلك شخصية الأمير شمس الدين قراسنقر الذي يتناوله الباحث في دراسة تفصيلية مستقلة لدوره الفعال في صناعة الأحداث بمعاصرته العديد من سلاطين دولة المماليك البحرية؛ حيث عاصر المنصور سيف الدين قلاوون (678-689ه/1279م-1289م) وابنيه (الأشرف خليل (690-693ه/1290-1293م) والناصر محمد – في فترات حكمه الثلاث – والعادل سيف الدين كتبغا، والمنصور حسام الدين لاجين، قبل أن ينتهي به المطاف طريدا في بلاط خان المغول خدابنده؛ الذي رحب به لعظم مكانته وعلمه ببواطن وأسرار الدولة المملوكية، في الوقت الذي سير فيه الناصر محمد بن قلاوون جيشا من طائفة (الحشاشين) الفداوية طلبا لرأسه. هذا ويثير البحث العديد من التساؤلات والإشكاليات فيما يتعلق بشخصية الأمير قراسنقر، والتي سيحاول الباحث الإجابة عنها في ضوء المصادر المملوكية المعاصرة واللاحقة من خلال تقسيم الدراسة إلى عدة محاور تتناول مولد هذا الأمير ونشأته، وأهم الوظائف التي تقلدها طوال حياته، وعلاقته بسلاطين دولة المماليك الذين عاصروه، والتي تباينت ما بين الود والكراهية، ودوره في اغتيال السلطان الأشرف خليل، وعلاقته بعرب آل مهنا، والأسباب التي دعته إلى الهروب من الدولة المملوكية والدخول في طاعة خان المغول، والمحاولات الكثيرة التي قام الفداوية لاغتياله من قبل الناصر محمد بن قلاوون، وختاما بأهم منجزاته، وأعماله العمرانية والمعمارية، والدراسة مذيلة بخاتمة وضع فيها الباحث الأمير قراسنقر في الميزان مبينا ايجابياته وسلبياته، إضافة رلى ثبت بأهم المصادر والمراجع التي رجع إليها الباحث.
The researcher deals with the prince’s personality Shams Al-din Qarāsunqur, who has witnessed many of the Mamluk Sultans, such as Al-mansour Qalawon, Al-Ashraf Khalil, Al-Naser Mohamed, Al-Adel Katbugha, Al-Mansour Lajen, and Al-Muzzaffer Baybers. This means that he knew both small and Critical things in Citadel of the mountain in Cairo. This research deals with the birth of this prince, his family, his morals, his jobs, his works and achievements in Mamluk and Mongol State, and his relationship with the Arabs of the Muhanna, As well as the reasons for his escape to Khan of Mongol. When he fled to the Mongol state, he was a deputy for the chief of the Mongols. He reached notable ranks in the court of Ḫudabandah, and his son Abi Sa’īd. But he later died, which affected the relations between the Mamluks and the Mongols.
|