المستخلص: |
استعرض المقال القصدية في الدرس اللغوي، فاللغة وسيلة اتصال وتخاطب، ووعاء وفكر، وليس هي غاية في حد ذاتها يتغياها الناس، وإن هذا لا يتحقق إلا من خلال ألفاظ لها دلالات معينة يفهمها المتلقي كما يريد المرسل من دون لبس أو غموض، فالقصدية في تصور نحاتنا القدامى، هي الغاية التواصلية التي يريد المتكلم تحقيقها من الخطاب وقصده منه، وعليه تكون (مراعاة الغرض من الكلام) في عرف غالب النحاة، قرينة تساعد في تحديد الوظيفة النحوية للكلمة وبيان دورها في التحليل النحوي للجملة. وأشار المقال إلى القصدية وأثرها؛ حيث أشار علماؤنا الأوائل إلى أهمية القصد اللغوي في الكلام، وتشكيل الملفوظ بشكل يدعو للإعجاب، فعلى سبيل المثال ابن هشام يعرف الكلام بقوله (القول المفيد بالقصد)، كما تناول المقال أسس إدراك مقاصد اللغة، فالوظيفة الأساس للغة هي إقامة التواصل بين متكلميها، بل إن هذه الحقيقة من الأمور البديهية التي لا يختلف فيها اثنان، يقول عبد القاهر (الدلالة على الشىء هي لا محالة إعلامك السامع إياه، وليس بدليل ما أنت لا تعلم به مدلولاً عليه، وإذا كان كذلك وكان مما يعلم ببدائة المعقول أن الناس إنما يكلم بعضهم بعضاً ليعرف السامع غرض المتكلم ومقصوده، فينبغي أن ينظر إلى مقصود الخبر من خبره). واختتم المقال موضحاً أن اللغة ليست منظومة من القواعد المجردة من المعنى والدلالة المقترنين بما في نفس المتكلم، وإنما اللغة لفظ معين يؤديه (متكلم معين) في (سياق ومقام معينين) وموجه إلى (مخاطب معين) لأداء (غرض تواصلي معين). كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2020
|