المستخلص: |
أشار المقال إلى الهجرة الدائبة في الإسلام. ليس بخاف أن الهجرة في معناها العام لم تنقطع بفتح مكة، فهي ما زالت مستمرة، حيث إنها الهجرة الباقية التي لا ينضب معينها، ولا يخبو أوارها، وأنى لها أن تطويها الأيام، ونبضها يهتف في قلوب المؤمنين الذين يتطلعون إلى غدٍ باسم، يعيد لهم عزتهم المنشودة، وحضارتهم المجيدة التي لن تقوم شامخة الإباء إلا في رحاب الإسلام، الذي تستنشق فيه عبير إرساء نواتها، على النحو الكامن في النموذج النبوي، ابتداء بالهجرة، ومرورا بالمؤاخاة، وانتهاء بالنصرة لهذا الدين، وهذا النموذج الفذ الفريد هو الذي ينبغي أن تسعى الأجيال المسلمة إلى تنزيله في واقعها المعاصر، حتى تنفض عن كاهلها وطأة أيام الظلم، وأحداث الزمان المتجهم في وجهها. كما أن حقيقة المهاجر إلى الله تعالى بعد فتح مكة هو سلكه طريق الاستقامة وتحقيق ما جاءت به الرسالة المحمدية، فيهجر العبد مجالس اللهو والآثام ويتحلى بفضائل الأخلاق، ويهاجر إلى مجالس الأنس بالرحمن. اختتم المقال بالإشارة إلى أن أمتنا اليوم أحوج إلى الهجرة حتى تعود لها عزتها التي تستمدها من الصدع بتوجيهات دينها، فيتحقق الفتح المنشود. كُتب هذا المستخلص من قِبل المنظومة 2023
|