ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الاستيطان الأوربي وزراعة الكروم بمنطقة سيدي بلعباس بين 1954-1870

المصدر: مجلة المواقف
الناشر: جامعة مصطفى اسطمبولي - كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
المؤلف الرئيسي: حجازي، مصطفى (مؤلف)
المجلد/العدد: ع10
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2015
الشهر: ديسمبر
الصفحات: 91 - 108
ISSN: 1112-7872
رقم MD: 838984
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: يمثل الاستعمار الفرنسي للجزائر من الناحية التاريخية العامل الأساسي لحالة التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي التي ورثتها بلادنا غداة استقلالها السياسي، إنها حالة من التخلف الشامل، تمثله حصيلة حتمية لنظام استعماري استيطاني، ونتيجة منطقية لممارسات تعسفية جائرة وتطبيقا لسياسات رأسمالية استغلالية على امتداد الوجود الاستعماري. تعتبر منطقة سيدى بلعباس إحدى المناطق التي تعرضت بشدة للسياسة الاستيطانية الزراعية، حيث تواجدت بها أكبر كثافة سكانية أوروبية في الجزائر، وشعر سكانها الأصليون بالأشكال الحقيقية للسيطرة الاستعمارية ، حيث قام المستوطنون منذ إقامتهم على ضفاف واد مكرة بزرع ونشر الحبوب، وشرعوا أيضا في البحث عن منتجات أخرى أكثر عطاءا كالتبغ، القطن والتوت، إلا أنها خيبت آمالهم، مما جعلهم يعودون بقوة إلى القمح الزيتون وخاصة الكروم، وهي المنتجات الزراعية لدول البحر الآبيض المتوسط ، وبحث مستوطنو منطقة سيدى بلعباس خلال عدة سنوات عن نظام زراعي يمكن من خلاله الحصول على ثراء ، فتوصلوا إلى الاعتماد على منتجين: الحبوب والكروم، خاصة أن هذا الأخير يستطيع مواجهة تقلبات المناخ. تحول الاقتصاد الجزائري الذي كان اقتصادا زراعيا إلى اقتصاد يعيش على هامش الاقتصاد الرأسمالي، فمصادرة أراض قبائل بنى عامر لصالح المعمرين، وتحويل معظمها إلى زراعة الكروم بعد ذلك بمنطقة سيدي بلعباس، عكست بوضوح السياسة الزراعية التي تهدف إلى التصدير من أجل تحقيق تراكم رأسمال خاص لصالح المعمرين. لقد تميزت هذه المرحلة بتحويل الزراعة المعيشية إلى زراعة رأسمالية أي مرحلة الانتقال من نمط الإنتاج القديم إلى نمط إنتاج رأسمالي ذي طابع استعماري وبالتالي الاستيلاء على الأراضي وتحويلها إلى ملكيات فردية رأسمالية. أدت هذه السياسة إلى حرمان الجزائر من أن تكون لها صناعات متطورة والحيلولة بين أبنائها وبين اكتساب المعرفة التقنية الحديثة وبذلك حكمت على الجزائر بالتخصص في إنتاج المواد الخام وبعض المنتجات الزراعية الموجهة للتصدير. هذه السياسة الكولونيالية جعلت المجتمع الجزائري يعيش أوضاعا اقتصادية واجتماعية مزرية فكانت الجزائر مرتعا لصعوبات لا حلول لها.

ISSN: 1112-7872