ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الاستيطان والتحالف الحضاري في ظل العولمة : الاستعمار الفرنسي في الجزائر نموذجا 1830-1962

المصدر: مجلة الإحياء
الناشر: جامعة باتنه 1 - كلية العلوم الإسلامية
المؤلف الرئيسي: حماميد، حسينة (مؤلف)
المجلد/العدد: ع10
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2006
التاريخ الهجري: 1427
الصفحات: 565 - 577
ISSN: 1112-4350
رقم MD: 842031
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: إذا كانت العولمة الجديدة المستقبلية تهدف إلي تحقيق الدائري وتعميم الشئ فإن الاستيطان يهدف الي تغير الأصول العرقية والبيئية المستقبلية. وعلي هذا الأساس فالفترة الممتدة من 1830 الي 1962 كانت تمثل سلطة الأقلية الأوربية التي تمثل سوي عشر سكان الجزائر، حيث عمل هؤلاء بكل إرادة وحزم علي منع الجزائريين المسلمين من الحصول علي أي تمثيل سياسي. لقد اعتبرت فرنسا كل ما في وسعها منذ الاحتلال لتشجيع الاستيطان الأوروبي في الجزائر، لكن لم تكن هذه السياسة ذات نظرة بعيدة إلي المستقبل، ذلك أن تلك السلطات رأت في الاستيطان عاملا فقط لتدعيم احتلالها ورأس مالها. لكن سرعان ما أصبح ذلك الاستيطان من القوة بحيث يستطيع متابعة السياسة الاستعمارية التي يعود اليها بقاء المستوطنين ودعم سياسة فرنسا. وكان من نتاج ذلك ظهور امتيازات اقتصادية كبيرة جدا رافقتها بسرعة جنبا الي جنب امتيازات سياسة هامة جدا ومنحت هذه وتلك الي المستوطنين الاوربيين. وعليه يمكن القول، أن الاستيطان هو أسلوب من أساليب العولمة، وهي سياسة قديمة جديدة لتوسيع دائرة الاقتصاد الحر كما انه سياسة لاحكام السيطرة علي العالم بإسمه (الاستعمار الفرنسي في الجزائر الذي أراد ان تكون الجزائر فرنسية بغض النظر عن الشعب الأصلي). ان الاستعمار مرحلة دائمة للرأسمالية، وهي موجة توسع من أجل فتح أسواق التي رتبت عن إنجاز الثورة الصناعية، كما أنه ظاهرة معولة قديمة جديدة والدليل علي ذلك أنه: بعد مقاومة الجزائريين لهذا الاستعمار توصلنا الي نتيجة مفادها أن تحالفا حضاريا نتج عن هذا الاستيطان، فالدولة الجزائرية الحديثة اعترفت سنة 1962 بحقوق المستوطنين الأوروبيين ووضعت قوانين لدمجهم ومعاملتهم كموطنين جزائريين. كذلك نصت الاتفاقيات علي أن اللغة الفرنسية ستستخدم في المجالس وفي علاقاتهم مع السلطات العامة، هذا إن دل علي شيء فإنه يدل علي التأثير الكبير الذي خلفه الاستيطان. من حيث لا ندري، فقد تتج تخالف حضاري بين المستعمر والمستعمر فيما يخص الجانب الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وحتي السياسي ودليلنا علي ذلك أن الجزائر بعد 1962، طبقت النظم السارية المفعول في فرنسا علي التربية والتعليم والاقتصاد والإدارة ... الخ. خلاصة القول أن هذه المتغيرات – الاستيطان، العولمة، الاستغلال، المقاومة والثورة – تؤدي بالضرورة الي خلق تحالف حضاري بين المجتمعات البشرية سواء كان سلبي أو لإيجابي. وعلي هذا الأساس فاننا ندعوا الي التواصل الثقافي والتبادل التجاري المبني علي العدالة الاقتصادية واستغلال الأراضي الفلاحية بتقنيات حديثة وفتح مجالات مختلفة في جميع الميادين بين الشمال والجنوب. الشمال الذي يخطط للاستراتيجية الجديدة لما بعد العولمة وما بعد الحداثة والجنوب الذي يستفيد من خبرات ومنتوجات الشمال وتكنولوجياته المتطورة فالمطلوب من الجنوب أن يتحرر من الذهنيات القديمة ويسمح بالاستيطان الجديد لاستغلال ثرواته الطبيعة وذلك لتعميم الفائدة علي الجميع. وهذا يدفعنا أيضا الي ترقية مفهوم الحوار مع الآخر في ظل العولمة وما يعدها. المطلوب من الجنوب كذلك أن يدعم فكرة الاستيطان من أجل استغلال ثرواته الطبيعية ومن أجل القضاء علي الفجوة الطبقية وعلي التبادل المجتمعي وخاصة منها اليد الي ترقية مفهوم الحوار بين الثقافات من اجل التخالف بين الحضارات المختلفة والقضاء علي الصراع الحضاري الذي بدأ يتراجع في بداية الألفية الثالثة.

ISSN: 1112-4350