المستخلص: |
كان الشهود العدول في بغداد خلال العصر البويهى (334-447/ 945-1055م) من أهم مساعدي القضاة واعوانهم في اقرار الاحكام واقامة العدل، وكانوا من الموظفين الثابتين والدائمين التابعين للقضاء، وعدوا من الجهاز الإداري للدولة، وذلك بخلاف ما كانوا عليه قبل مجيء البويهيين إلى بغداد/. وعلا نفوذ الشهود العدول آنذاك، وأصبح لهم دورهم البارز في القضاء، بل في المجتمع البغدادي بوجه عام، وذلك لما يقومون به من دور مهم في إقرار القضاة لأحكامهم، ومن ثم لم يستغنِ القضاة عنهم، وكان القضاة هم الذين يقومون باختيار العدول وتعيينهم، طبقًا لشروط وضعها الفقهاء وساروا عليها، وحرص القضاة على تحري الدقة في اختيار العدول وتتبع أحوالهم بين الحين والآخر، دون تد خل من الخلفاء العباسيين أو الأمراء البويهيين، وكثر عدد العدول في بغداد، وبات لكل حي من أحيائها الشهود العدول الخاصون به، والملمون بأحواله، والعارفون بالناس القاطنين به، مما يسر الأمر على القضاة في الفصل فيما يعرض عليهم من خصومات وقضايا بعد الأخذ بشهادة العدول . تناول البحث النقاط الآتية: تعريف الشهود العدول لغةً واصطلاحاً، والشروط التي يجب توافرها في الشهود العدول، واختيارهم وتعيينهم، كما تناول جوانب من شئون الشهود العدول، منها: أعدادهم التي كانوا عليها، ومهام رئيس الشهود الذي كان يطلق عليه "مقدم الشهود"، ثم زيهم الذي تميزوا به، ورواتبهم، وأماكن تواجد العدول في حوانيت أو مصاطب خاصة بهم، ومكانهم في مجالس القضاء، وأبرز الشهود العدول وإسهاماتهم العلمية في بغداد، وأثر العدول على الأحداث والاضطرابات السياسية في بغداد، ومشاركات الشهود العدول في كثير من المن اسبات لدى الخلفاء العباسيين والأمراء البويهيين . من بين النتائج التي أبانها البحث الأهمية الكبيرة للشهود العدول في ترسيخ النظام القضائي في بغداد خلال العصر البويهي، وأصبح لا غنى عن وجودهم في الجهاز الإداري، وأن اختيارهم كان يسير وفق الأسس والشروط الم تعارف عليها حينئذ، وبين البحث كيف كان قضاة بغداد لهم الحق في عزلهم إن تبين لهم عدم نزاهة وأمانة أحد من الشهود العدول. كما أبرز البحث المكانة التي تمتع بها الشهود العدول في بغداد، سواء لدى الخلفاء العباسيين أو الأمراء البويهيين، وفي مجلس القضاء وكذلك بين ا لخاصة والعامة من أهل بغداد، ودورهم في الأحداث السياسية ومشاركاتهم في المناسبات الاجتماعية واسهاماتهم العلمية في بغداد خلال العصر البويهى .
Just witnesses were instrumental in enforcing law and achieving justice in Baghdad during the Buyid dynasty (334-447 H./945-1055A.D).They were part of the legal system and the state administration, unlike their position before the rise of the Buyids to power in Baghdad. Just witnesses seized so much power at the time and had a prominent role that extended beyond the court to the community of Baghdad at large. That was partly due to their role in affirming judges’ verdicts since every neighborhood in Baghdad had its own just witness who knew its inhabitants which made it easier for judges to make their verdicts after consulting their just witnesses. They were selected and appointed according to criteria established by Islamic jurists. Judges were so keen on carefully selecting just witnesses and even watching them, from time to time, without the interference of Abbasid caliphates or Buyid princes. The present paper attempted to investigate the following: the definition of just witness both linguistically and terminologically, the selection criteria of just witness, the number of just witnesses in the period under study, their responsibilities, costumes and/or uniform, salary, gatherings, the prominent figures among them, their legal contributions and their role in the political life in Baghdad. The study concluded that the role of just witnesses was not only legal but social and political as well. They held distinguished position in Baghdad among the Abbasid caliphates and Buyid princes as well as among the elite and the common people but judges had the power to remove them from office if any showed dishonesty.
|