ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







أوضاع الإمبراطوریة الرومانیة فى النصف الثانى من القرن الرابع میلادى ثورة جیلدون 397 / 398

المصدر: مجلة الإتحاد العام للآثاريين العرب
الناشر: الإتحاد العام للآثاريين العرب
المؤلف الرئيسي: بشاري، محمد الحبيب (مؤلف)
المجلد/العدد: ع13
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2012
التاريخ الهجري: 1433
الشهر: يناير
الصفحات: 243 - 259
ISSN: 2536-9822
رقم MD: 847962
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: تميز الوضع في روما في نهاية القرن الرابع ميلادي بالتردي في جميع مجالات الحياة، ففي المجال السياسي انقسمت الدولة إلى إمبراطورية الشرق وعاصمتها بيزنطة وعلى رأسها الإمبراطور أركاديوس وكان عمره ثمانية عشر سنة وإمبراطورية الغرب وعاصمتها روما وعلى رأسها الإمبراطور هونوريوس وكان عمره لا يتجاوز إحدى عشر سنة فقط، لذلك آل الحكم الحقيقي لوزرائهم، فقد أمسك الوزير روفنيوس ثم أوتروب على عرش بيزنطة بينما سيطر على مقاليد الحكم في الغرب الوصي على العرش ستيلكون. وفى المجال العسكري أظهر الجيش الروماني عجزه في الدفاع عن حدود البلاد من التهديدات الخارجية وحمايتها من الثورات الداخلية، وما زاد الأمور تعقيدا الصراع بين بيزنطة وروما سعي كل طرف إعادة توحيد الإمبراطورية والهيمنة عليها. لقد نتج عن هذه الأوضاع انتشار الثورات، بحيث سعت الشعوب المستعمرة للتحرر ومن بين الثورات التي هددت وجود روما تلك التي قادها القائد الموري جيلدون، إذ رغم قصر مدتها؛ إذ لم تتجاوز سنتين؛ كادت أن تقضي على العرش في روما. فقد كان جيلدون في بداية حياته السياسية والعسكرية حليفا لروما، فقد ساعد تيودوز في القضاء على ثورة أخيه فيرموس، فكافأته روما بمنحه قيادة جيوشها في إفريقيا، لكنه لما لاحظ الوضع الذي آلت إليه الإمبراطورية الرومانية بعد وفاة الإمبراطور تيودوز وانقسامها إلى قسمين متصارعين، قرر التخلص من التبعية للعرش الروماني. بدأ ثورته بالتمرد على السلطة المركزية الرومانية بإيقافه مدها بالقمح، والذي يدخل في نطاق ضريبة التموين السنوية، وهو مصدر التمون الأساسي لروما، وهذا جعل روما على حافة المجاعة مما دفع بالمسؤولين الرومان إلى إعلان حالة الطوارئ واعتبار جيلدون عدو الشعب الروماني، وعندها خطا جيلدون الخطوة الثانية في ثورته بإعلانه الانفصال عن روما والانضواء تحت لواء بيزنطة، مستغلا الصراع بين العاصمتين للهيمنة على كل الإمبراطورية، وجاء رد فعل ستيلكون الوصي على الإمبراطور هونوريوس سريعا، إذ قرر إرسال قوة للقضاء على القائد الموري، فجهز جيشا واختار لقيادته الأمير ماسكزال أخ جيلدون وكان ناقما على أخيه. قدم الجيش الروماني في سنة ٣٩٨ م. إلى إفريقية وكان تعداده لا يتجاوز ٥٠٠٠ مقاتل مقابل ٧٠٠٠٠ مقاتل لجيش جيلدون حسب ما ذكرته المصادر، وقد التقى الطرفان قرب مدينة تيفست (تبسة) ولم تدم المعركة مدة طويلة حتى انهار جيش جيلدون. وبذلك انتهت هذه الثورة بسرعة كبيرة، حسب ما ذكره المصادر اللاتينية المعادية لكل ما هو غير روماني ولمن يرفض الخضوع لها، وعلى رأس هؤلاء الشاعر كلوديان والمؤرخ زوسيم. إن نهاية هذه الثورة بالسرعة التي ذكرتها المصادر اللاتينية تطرح تساؤلات أكثر مما تعطي إجابات لأن انتصار ٥٠٠٠ جندي على ٧٠٠٠٠ ألف وتفسير ذلك بالمعجزة أمر لا يصدق.

ISSN: 2536-9822