ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الزمن النفسي في رواية (قصه حب مجوسية) لعبد الرحمن منيف

المصدر: مجلة القادسية للعلوم الإنسانية
الناشر: جامعة القادسية - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: صالح، فرح مهدي (مؤلف)
المجلد/العدد: مج9, ع1,2
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2006
الصفحات: 163 - 175
ISSN: 1991-7805
رقم MD: 848019
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: يعد الزمن عنصرا مهما من العناصر التي يقوم عليها فن الرواية. وعبر البعض عن الرواية بأنها (فن الزمن)، حتى أصبح معنى الزمن في الرواية مرادفا لمعنى الحياة، وقد برزت أهمية هذا العنصر في المحاولات المبكرة للنقد الأنجلو سكسوني ، ولم ينظر للزمن على أنه عنصر يرتبط بعلاقات مع باقي المكونات الروائية داخل النص ولم تحدد أشكال ديمومته وحركته وتواتره إلا على أيدي الشكلانين الروس الذين ينسب اليهم - كما يرى تودورف - إدراج مبحث الزمن في الأدب ومما تجدر الإشارة إليه أن العرب والمفسرين (خاصة) قد نبهوا إلى الزمن النفسي منذ القدم وإن لم يطلقوا عليه هذا المصطلح الذي يعرف به اليوم. ولم يقف الزمن النفسي لديهم عند إحساس الشخصية فقط وإنما تعداه إلى القارئ أيضا، فإبراز الأحداث واختزال بعضها الأخر، وتقديم بعضها وتأجيل الأخر من شأنه أن يخلق زمنا نفسيا لدى القارئ.. وفي العصر الحديث تطور مصطلح (الزمن النفسي) عن تأويلات القدامى، نتيجة للعلاقة الوثيقة بين الأدباء وعلم النفس، فكان أن تأثر الأدباء وخاصة (كتاب الرواية) بـ (الزمن النفسي) مستخدمين التكنيك الزمني في كتاباتهم استخداما عفويا أو قصديا ثم أسهمت الدراسات النفسية في تقنين هذا التكنيك وقد شكل الزمن النفسي ملمحا بارزا في رواية (قصة حب مجوسية) لعبد الرحمن منيف إذ اعتمدت هذه الرواية إلى حد كبير على طريقة الراوي الحاضر الذي يسرد الأحداث بضمير المتكلم فهو سارد للإحداث ومعايش لها وكثيرا ما يعتمد السارد على التداعيات النفسية، والمناجات ومنولوج الداخلي المباشر وغير المباشر . فمنذ استهلال الرواية يدخلنا الراوي إلى أجواء العالم الذي يعيش فيه بكل أبعاده، وهى بلا شك أجواء نفسية خاصة لأنها تشكل الخطوط الأولى للأحداث المتأزمة، فاستهلال الأحداث يقع في نقطة ما من الحاضر، وفيها تكون أحداث القصة قد انتهت إلا أن القاص يوهم القارئ بأن الأحداث تقع في الحاضر ، وأصبحت جزءا من الماضي، فنرى الراوي في استهلاله للرواية يصرح بأن أحداث القصة أصبحت ماضيا في منولوج داخلي يعكس زمنا نفسيا واضحا لدى الشخصية فضلا عن أن تأثير (الزمن النفسي) على الشخصية يبدو في أن الزمن الضائع مرتبك لا معنى له، فالشخصية غارقة في الذهول معطلة تماما، إذ إن الزمن يربك توازن الحياة ويكسر إيقاعها، والراوي يظهر استغرابه ودهشته من فقدانه الإحساس بالزمن في أحيان كثيرة. من ذلك يمكن القول؛ إن بناء الزمن في رواية (قصة حب مجوسية) قد قام على مبدا اللعب بالأزمنة بين الماضي والحاضر والمستقبل، فهي ليست رواية عقدة تتوتر وتتأزم فيها الأحداث ثم تنحل، وإنما رواية سيكولوجيه من نوع خاص مما أدى إلى توظيف تقنيتي (الاسترجاع) و(الاستباق). يضاف إلى ذلك ارتباط (الزمن النفسي) في هذه الرواية بظاهرة (سرعة النص وبطئه) من خلال أحساس الشخصية به، بحيث تستطيل اللحظات فتغدو دهرا، وتقصر الأعوام فتبدو لحظات مما كان له علاقة وثيقة بإيقاع السرد من حيث السرعة والبطؤ كل ذلك أدي إلى أن يسود الإيقاع البطيء في الرواية، إذ توقف الزمن عند الشخصية مرات عدة، بسبب حدث مفاجأ لها، أو لشعورها بالقلق والعجز والضياع، أو لانتظارها الطويل، مما أدى إلى خلق وقفة زمنية أبطأت من السرد كثيرا.

ISSN: 1991-7805

عناصر مشابهة