المستخلص: |
تتناول هذه الدراسة إشكالية الانتقال من العصر الحجري القديم إلى العصر الحجري الحديث في الجزيرة العربية، إضافة إلى مفاهيمها المختلفة، وهو موضوع تناوله الباحث في دراسات سابقة، ولكن الجديد فيه، هو تعزيز تلك الدراسات القديمة بأدوات حجرية جديدة من موقع المقر بين تثليث ووادي الدواسر، تعود إلى نفس المرحلة، إضافة إلى تفصيلات ومعطيات أخرى جديدة. وتقترح هذه الدراسة، بما فيها تلك الدراسات السابقة، حل هذه الإشكالية، من خلال إعادة الرؤوس الحادة غير المعنقة، المرققة من الجهتين بطريقة الطرق غير المباشر في ثقافة الشظايا إلى تلك المرحلة الانتقالية بين العصرين سالفان الذكر (لوحة 37، 38 ب)، على اعتبار أن الأدوات القزمية الهندسية الشكل الخاصة بالعصر الحجري الوسيط التقليدي (Mesolithic) غير موجودة في الجزيرة العربية. مع أن الباحث لا يستبعد أن تكون الرؤوس الأخرى غير المعنقة كذلك، المهذبة بطريقة الضغط (لوحة 38 أ:، أ، ب) تعود هي الأخرى إلى نفس الرحلة. كما تقترح هذه الدراسات، وضع هذه الأدوات التي تم اقتراحها للمرحلة المذكورة، تحت مفهوم العصر الحجري القديم اللاحق، أو لواحق العصر الحجري القديم (Epi- Paleolithic). ويمكن أن يسمى هذا العصر بأسماء أخرى كذلك، مثل: لواحق العصر الحجري القديم العربي (Arabian Epi- Paleolithic)، أو العصر الحجري الوسيط العربي (Arabian Mesolithic )، نظرا لخصوصيته في الجزيرة العربية. أضف إلى ذلك إن هذه الدراسات تنظره الأسباب التي قادت في الجزيرة العربية إلى غياب كل من خصائص العصر الحجري الوسيط التقليدية، التي عرفت في أوروبا، وخصائص لواحق العصر الحجري القديم التي وجدت في الشرق الأدنى القديم، وترجعها إلى أسباب بيئية، في المقام الأول، إلى جانب أسباب ذاتية كما يعتقد. وفي الوقت نفسه فإنها تشير، إلى مسألة غياب، أو على الأقل، عدم تطابق سمات العصر الحجري القديم الأعلى في هذه المنطقة، مع سمات العصر المذكور، في الأقاليم الأخرى، سالفة الذكر، وتعتبرها سببا من الأسباب الرئيسة التي قادت، هي الأخرى، إلى غياب تلك الخصائص في المرحلة الانتقالية. وعلاوة على هذا، فإنها تقدم عددا من البراهين، حول مسألة الإقرار بنظرية الحتمية البيئية، من عدمه، من واقع الجزيرة العربية، مبنية على الربط بين الوقائع الأثرية، من جهة، والأدوار المناخية، من جهة أخرى، وجوانب أخرى ذات صلة.
This article addresses the problem associated with the transition period to the Neolithic in Arabia, in addition to the various concepts regarding the Paleolithic - Neolithic transition. It was suggested that the steamed-off points with bifacial retouch indirect percussion belonged to this Transition Period (Plat., 37, 38 b). Nevertheless, the author did not rule out that the other steamed-off points with bifacial retouch obtained by pressure might belong to the same period (Plat., 38 a: A, B). The suggested tools might collectively be termed as Epi-Paleolithic or (Arabian Epi-Paleolithic or Arabian Mesolithic), due to their unique properties. The absence of classical Mesolithic was due mainly to environmental reasons, besides other factors such as developmental cultural choice. This study adds more evidences about the feasibility of the environmental determinism theory to explain the climate changes in Arabia. Such conclusion was based on correlating the climate parameters and archaeological findings including new facts from the site Al-Maqar.
|