ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







آداب طالب الحديث والمنهج العلمي في تلقيه

المصدر: مجلة الحديث
الناشر: الكلية الجامعية الإسلامية العالمية بسلانجور - معهد دراسات الحديث النبوي (إنهاد)
المؤلف الرئيسي: الغوري، سيد عبدالماجد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Ghouri, Syed Abdul-Majid
المجلد/العدد: ع5
محكمة: نعم
الدولة: ماليزيا
التاريخ الميلادي: 2013
التاريخ الهجري: 1434
الشهر: شعبان
الصفحات: 67 - 128
رقم MD: 867356
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

42

حفظ في:
المستخلص: وهذا ما يسر الله سبحانه وتعالى لي في هذا البحث المتواضع من بيان بعض أهم ما ينبغي لطالب الحديث النبوي أن يتحلى به من الآدب، وراعيت فيها بعض ما تقتضي متطلبات هذا العصر، فينبغي لكل من يلتمس هذا العلم المبارك أن يلتزم بتلك الآداب الحسنة. وأخيرًا أرى أن أختتم هذا البحث بخلاصة ما جاء فيه، فأقول: إن أول ما يطالب به طالب هذا العلم الجليل: أن يتحلى بجميع تلك الآداب الشريفة والأخلاق الكريمة التي سبق بيانها في المبحث الثاني من هذا البحث، ثم يصب جل اهتمامه بقراءة الحديث النبوي معرفةً وفهمًا؛ لأنه إذا اقتصر منه على سماعه وکتابته أو حفظه فقط دون التعرف على فقهه وفهمه، فيكون قد أتعب نفسه من غير طائلٍ، أو الحصول على أن يعد في أهل الحديث، بل عليه أن يجمع بين الرواية والدراية بحيث يعرف صحيحه من حسنه من ضعيفه، وفقهه ومعانيه، ولغته وإعرابه، وما فيه من بلاغة وفصاحة، وأن يعرف أسماء رجاله، ومنازلهم من الجرح والتعديل وكذا ناسخه ومنسوخه ومختلفه، ومشكله إلى غير ذلك. ولتحقيق ذلك كله؛ يجب على الطالب أن يعتني ببعض الأمور اعتناءً جيدًا، وهذه الأمور هي: 1) أن يكون متمكنا من "علم مصطلح الحديث"، ومطلعا على ما ألف فيه من الكتب قديمًا وحديثًا. ۲) وأن يكون ملما بمعرفة رجال الحديث وأحوالهم جرحًا وتعديلًا، وكذلك بمعرفة من يجوز به الاحتجاج ومن لا يجوز. ۳) وأن يكون بصيرًا بمناهج علماء الجرح والتعديل في حكمهم على الراوي من حيث توثيقهم وتضعيفهم له؛ لأن منهم: المتشدد والمتساهل والمعتدل، فينبغي للطالب أن يعلم ذلك جيدًا. 4) وأن يلم بـ"علم علل الحديث" إلمامًا جيدًا ليعرف طريقة كشف العلل في الأحاديث. 5) وأن يكون على دراية جيدة بـ"علم تخريج الحديث" ليقدر على تخريج الأحاديث ودراسة الأسانيد والحكم عليها. كما يلزم على الطالب أن يكون دائمًا: 6) کثير الاستفادة من شروح الحديث ليستعين بها على فهم الحديث على وجه صحيح حسبما فهمه المحدثون وشرحوه. ۷) وواسع الاطلاع على مصادر الحديث ومراجعة، وكذلك على مناهج مؤلفيها. ۸) ودائم التطلع إلى ما تصدره دور النشر من الكتب الجديدة والدراسات الجادة في القضايا الحديثية، والدفاع عن السنة النبوية؛ وكذلك أن يكون متتبعًا لما تصدره بعض دور النشر ضد السنة؛ ليكون - دومًا - على استعداد تام للرد على مطاعن وشبهات أعداء السنة. فإذا حقق الطالب هذه وتلك من الأمور، وجاز كذلك تلك المراحل التي سبق الحديث عنها، مع تصحيح النية، مخلصًا، محتسبًا، متقربًا إلى الله، راجيًا ثوابه وتوفيقه، متجردًا عن طلب الدنيا وتحقيق غرض من الأغراض المادية كنيل الجاه والشهرة والتميز والافتخار، والاكتساب؛ فينبغي أن يكون أولى اهتمامه بتدريس هذا العلم و إفادته للآخرين، فإن ذلك من أهم فوائد طلب العلم الشرعي، وعلى وجه الخصوص طلب الحديث النبوي. وكذلك إذا وجد الطالب نفسه أهلًا للاشتغال بالتصنيف والتأليف، والإنتاج العلمي المفيد في هذا المجال المبارك، فلا يحجم عن ذلك، لما له في ذلك من الفوائد الكثيرة والعوائد العظيمة، فإن الاشتغال بالتصنيف والتأليف يوسع أمامه من مجاله ما لم يكن بحسبانه، كما أنه يستطيع أن يقدم في هذا المجال ما يتطلبه روح هذا العصر من دراسات وأبحاث مفيدة، فإن لكل عصر شأنًا خاصًا يحتاج إلى تجديد في الأسلوب وفي الموضوعات والأفكار، فليصرف الطالب إذا تأهل لذلك "جل همه للشرح، وبيان المشكل، ورد الشبه الواردة عليه، ولا سيما في عصرنا هذا، فقد تهجم على الأحاديث والسنن بغير علم من لا يكاد يعرف ما هو الحديث؟ وما هي السنة، وتحقيق الروايات ونحو ذلك. ولا نكاد نجد شيئا يثبت العلم، ويدعو إلى استذكاره، ومراجعة كتبه وأصوله، ويقدح زند الفكر، ويشحذ الطبع، ويبعث الهمم، ويبسط اللسان، ويجيد البيان، ويكشف المشتبه، ويوضح الملتبس مثل: التأليف، وإنما يعرف ذلك من يعاني صنعة التأليف". ولا شك أن الذي طالت ممارسته لهذا العلم عن طريق التدريس أو التأليف؛ فليس من المستبعد بعد أن يصدق عليه ما ذكره بعض علماء الحديث المعاصرين في حد "المحدث": أنه من تحمل الحديث رواية، واعتنى به دراية بأن يحفظ المتون، ويكون عنده علم بالرجال، وتواريخهم وجرحهم وتعديلهم، وإذا كان هكذا "فيا بشرى العالم الإسلامي، فقد ولد له محدث !!". وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأكملان على خاتم الأنبياء وأشرف المرسلين: سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان ودعا بدعوتهم إلى يوم الدين.