المستخلص: |
تتعرض السنة النبوية- ولا زالت- لهجمة شرسة من المستشرقين والمستغربين، وقد حاول هؤلاء الطعن في سنة النبي صل الله عليه وسلم من خلال دعواهم وجود تناقض وتعارض بين الأحاديث النبوية. صاحب ذلك قلة من الكتابات في موضوع "مختلف الحديث"، وأثر ذلك الاختلاف في أبواب الفقه، فلا بد من معرفة مناهج العلماء اللذين ألَّفوا في هذا العالم، لمعرفة مسالكهم في رفع التعارض المتوهم بين الأحاديث النبوية، ومن خلال المنهج التحليلي. وهذا البحث بيَّن معنى "مختلف الحديث"، ثم بيَّن منهج كل من الإمامين الشافعي وابن قتيبة في كتابيهما، والأهداف التي من أجلها ألَّف كل منهما كتابه، ثم بين هذا البحث مواطن التشابه والاختلاف بين كل منهما، وتوصل هذا البحث إلى أن الإمام الشافعي إنما أراد الدلالة على المنهج الذي يجب على من أراد التوفيق بين الأحاديث أن ينتهجه، ويعمل على وفق ما رسمه له فيه، أما ابن قتيبة فإنِّما أراد بيان الأوجه التي يستعين بها من أراد الرد على من ادَّعى على الحديث التناقض واشتماله على المعاني المستحيلة.
|