ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







اللغة والأمن المجتمعي المستدام

المصدر: مجلة الدراسات المالية والمصرفية
الناشر: الاكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية - مركز البحوث المالية والمصرفية
المؤلف الرئيسي: علوي، حافظ إسماعيلي (مؤلف)
المجلد/العدد: مج25, ع2
محكمة: لا
الدولة: الأردن
التاريخ الميلادي: 2017
الصفحات: 52
ISSN: 1682-718X
رقم MD: 871392
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

87

حفظ في:
المستخلص: أضحى موضوع الأمن اللغوي واحدا من أهم المواضيع التي تستأثر بالاهتمام نتيجة أحداث جدت لا عهد لنا بها نحن العرب ولا ألفة، وكيف نألفها وفي الانخراط فيها اغتراب!؟، أعني ظاهرة الكونية الثقافية المتسترة بعباءة العولمة وامتداداتها، وما استتبعها من غزو ثقافي وفكري... وضمور للهويات الوطنية بما فيها اللغة. لقد أصبحنا والحال هاته أمام أزمة سوء تقدير للغة العربية دون معرفة الأسباب، أو إبداء مقاومة التغيير. وزاد الأمر استفحالا تهمة الإرهاب التي تطاردنا في كل مكان ونحن منها براء، براءة الذئب من دم يوسف، تلك التهمة التي "أشاعت أن الإسلام هو الإرهاب، وأن الإرهاب هو الإسلام، ثم روجت أن الإسلام هو العرب وأن العرب هم الإسلام، فبدا الاستنباط حتميا بالضرورة: أن اللغة التي بها جاء الإسلام وبها نزل نصه المقدس تحمل في كيانها بذور العنف ومنابت البغضاء، فهي بذاتها عدوانية تسوق الكره وتحرض على الإقصاء" بتعبير المسدي) (المسدي، 2014 م). فما الذي قام به العرب أمام وضع كهذا؟ وما هي الإجراءات الاحترازية التي اتخذوها؟ هل دافعوا عن لغتهم؟ وهل كانت أشكال الدفاع تلك فعالة؟ وما هي نتائجها على أرض الواقع قياسا إلى الإجراءات التي قامت بها قوميات أخرى أعدت العدة اللازمة للذود عن هويتها القومية وعن لغتها، فلم تبق مكتوفة الأيدي حول ما يحصل في السياق العولمي، ولم تأل جهدا في سن القوانين والضوابط التي تحمي لغتها- هويتها من هيمنة اللغة الإنجليزية وتحد من سطوتها ونفوذها، وتقيد حركتها في الميادين التي يمكن أن تشكل فيها اكتساحا للغة القومية، أتحدث هنا تحديدا عن تجربة الفرنسيين الذين أبدوا تمسكا قويا بلغتهم؛ لأنهم أيقنوا أن في ذلك تعبيرا عن الهوية، وعن الروابط بين الماضي والحاضر، والمستقبل، بل إن ذلك هو جوهر المحافظة على البقاء الوطني، والقومي. إن تحقيق الأمن المجتمعي في مجتمعاتنا العربية يرتبط في جوانب كثيرة بالأمن اللغوي، وهذا لن يكون إلا بتفعيل العربية في التربية والتعليم، وجعلها لغة علمية والعمل على حوسبتها، وقبل هذا وذاك دعمها بالقرار السياسي. فمن بديهيات العصر الذي نعيش فيه أنه لا يمكن أن تقوم التنمية البشرية في مجتمع من المجتمعات بلغات أجنبية، لأن كل شعب ينشد النماء والأمن المجتمعي لابد أن يسعى إلى تحقيق ذلك بلغته الأم، وهذا ما تشهد عليه تجارب دول كثيرة: كوريا، واليابان، وماليزيا... وعليه فإنه لا يمكن أن تقوم تنمية عربية شاملة بدون لغة عربية، ولا يمكن أن يتحقق الأمن المجتمعي دون أمن لغوي مستدام.

ISSN: 1682-718X

عناصر مشابهة