ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تساؤلات حول صناعة الأمن والتهديد في مجتمع المخاطر

المصدر: مجلة الدراسات المالية والمصرفية
الناشر: الاكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية - مركز البحوث المالية والمصرفية
المؤلف الرئيسي: بوعزيزى، محسن (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Bouazizi, Mohsen
المجلد/العدد: مج25, ع2
محكمة: لا
الدولة: الأردن
التاريخ الميلادي: 2017
الصفحات: 1
ISSN: 1682-718X
رقم MD: 871462
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

69

حفظ في:
المستخلص: منذ أن تكون التاريخ كان كل شيء ينجز باسم الأمن، حتى الحروب المدمرة التي أتت على ملايين من البشر كانت تتوسع من أجل حدود آمنة. فالحرب ذريعتها الأمن تعلنها الدولة باسم الشعب. وتحت هذه الذريعة تقدم العلم وتطورت التكنولوجيا لتوازن الرعب تحقيقا للأمن وسلامة الحدود. كل المغامرات التكنولوجية الكبرى، ومنها القنبلة النووية، كانت تنجز من أجل الإنسان وسلامته وأمنه. فكثيرا ما مورس العنف من أجل مناخ آمن، حتى الأسرة، هذه المنطقة التي تعتبر الأكثر أمنا، تحيط بأفرادها إحاطة مرفوقة بأشد أنواع العنف الرمزي قساوة. الخطاب الأمني في مجتمع المخاطر أصبح خبزا يوميا مثل الماء والكهرباء، سلعة استهلاكية يروج لها كما يروج لأي منتج جديد يقدم على أساس أنه مصدر راحة وسعادة للإنسان الحديث، مثله مثل الدواء. العالم صور أكثر خوفا بهذا الخطاب التخويفي الذي يصنع الأمن في الدعاية، ليخاف الناس من شيء لا يعيشونه إلا بصفته خطابا، خطرا محتملا، شيء ممكن الحدوث. يتعلق الأمر بفوضى عدم اليقين من أجل تقليل سقف الحرية التي يحملها مشروع الحداثة منذ نهاية القرن الثامن عشر. ولكن هذا الخطاب الأمني الذي يحذر من خطر لم يقع بعد له أيضا غايات استثمارية اقتصادية وتوسعية. فكلما هيمن الخطاب الأمني، وتعالت الأصوات المحذرة من الخطر، أنتج ذلك حالة من الخوف وعدم الأمن، تفضي إلى ترويج سلعة وتكثيف الاستهلاك. فدق جرس الخطر يشفع عادة بخطاب أمني تخويفي ينتهي بصفقة ضمن جدول أعمال السوق. فبعد خطاب من هذا القبيل تعقد الصفقات وتتوسع الأسواق الحرة وتباع الأسلحة. مما يعني أن الخطاب الأمني العالمي لا ينظر إليه من الأسفل؛ أي من احتياجات الفقراء والمهمشين والمقصيين، بل يصاغ بحسب رهانات القوى في السيطرة على أسواق جديدة. فالهاجس الأمني يجعلنا نقبل فكرة الحد من حرياتنا دون أن نتذمر. إنه خطاب يدفع باتجاه التضحية بالحرية للشعور بالأمن. نتحدث هنا عن صناعة التهديد وعدم الأمن المصنع.

ISSN: 1682-718X