المستخلص: |
استعرضت الورقة شروط التفكير ضد الأصوليات واللاعقلانيات عند مراد وهبة. فقد لا نحيد عن الصواب ولا نجد خارج العقل، إذا ما قررنا أيما إقرار بأن الدكتور مراد وهبة من العرب المعاصرين القلة الذين ناضلوا منذ سنوات طويلة من اجل ترسيخ دعائم الفكر الرشدي، أو إن شئت قلت، توطين التنوير العلماني، ولعل مرد هذا الأمر إلى الإيمان بمبدأ العقلانية والتعقل في تقريب الظواهر الإنسانية والطبيعية دون الالتفات بالمرة إلى قوى خارجية تدعي لنفسها القدرة على تفسير علل الطبيعة، وكأننا مازلنا في دائرة الحالة اللاهوتية بلغة (أوغست كونت). تضمنت الورقة عنصرين، أشار العنصر الأول إلى التنوير الرشدي بين العطب التاريخي والطموح العقلاني الراهن، فإن امتدادات التنوير الرشدي قد اندثرت في غالب الأحيان، بل الغريب ان لا يذكره تلميذه المخلص ابن طملوس في كتابه (مدخل إلى صناعة المنطق) بالاسم والرسم، خشية بطش السلطة والدولة. وتناول العنصر الثاني مبادئ التفكير العلماني وفيه، من إرهاب المطلق إلى التفكير النسبي، فانتقد دكتور وهبة النزعات اللاعقلانية المرتدة إلى الماضي والمعادية للحداثة وأفكارها ومبادئها عن طريق استحضار مبادئ الفكر العلماني بقوة كبيرة في مؤلفاته وكتاباته. وختاماً إن تفكير الدكتور مراد وهبة لم يكن على الإطلاق تفكيراً إقليمياً او جغرافياً أو مذهبياً بقدر ما كان تفكيراً كونياً. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021
|