المستخلص: |
بغض النظر عما إذا كانت النظريات الأدبية قد فقدت حداثتها أم لا فإن المقال الحالي يسعى إلى إثبات أن هناك بعض المساهمات النظرية في مجال النقد الأدبي التي تبقى دائما صالحة نظرا للوجود المحوري لعنصر التاريخ في منطقها التحليلي. وتعتبر نظرية جمالية التلقي لهانز روبرت ياوس التي يشكل العنصر التاريخي أحد مقوماتها واحدة من هذه المساهمات. وعلى عكس اتجاه عدد من الباحثين في المجال الأدبي اليوم نحو التشكيك في الدور المثمر لنظريات النقد الأدبي فإن هذا المقال يهدف إلى إبراز مدى جدوى تطبيق نظرية "آفاق التوقع" لياوس في دراسة العمل الدرامي. وسيحاول المقال أيضا تسليط الضوء على تاريخية فعل التلقي والظروف التي تكيف هذا الفعل إضافة إلى إبراز حقيقة أن استمرار النص الأدبي هو نتاج لحواره الدائم مع قرائه. ولتحقيق هذه الغاية فإن المقال سيستخدم عملا من الأعمال الأدبية المبتكرة التي لم يتم تناولها من منظور نظرية التلقي وهي مسرحية في انتظار غودو لصموئيل بيكيت التي عرفت قراءات وعروضا متعددة امتدت من لحظة ظهورها سنة ١٩٥٣ من القرن الماضي حتى يومنا هذا مقدمة بذلك دليلا على أن بقاء العمل الأدبي يعتمد على مدى قدرته على إعطاء إجابات للأسئلة التي تطرحها الأجيال المتعاقبة من القراء والمتلقين. وفضلا عن ذلك فإن هذا البحث سيثبت بصورة غير مباشرة أن قدرة أية نظرية نقدية على الاستمرار تعتمد على مدى تأصلها في التاريخ والثقافة وعلى مدى استمرارها في الإجابة عن أسئلة القراء وفي الحفاظ على الفهم العميق والتحليل المستنير للأدب.
Regardless of whether or not literary theories have lost their novelty, the present discussion is meant to demonstrate that there are certain theoretical contributions in the field of literary criticism that remain always valid, given the pivotal presence of the element of history in their analytical logic. Hans Robert Jauss’s theory of the aesthetics of reception, which is markedly grounded in history, is one such contribution. Contrary to the tendency of a number of literary scholars today to question the productive role of theorizing about literature, the present article will try to show that the application of Jauss’s ‘horizons of expectation’ in studying a dramatic work and its reception is a productive undertaking. It will also try to highlight the historicity of the act of reception and the circumstances conditioning it as well as the fact that the life of a literary text is the product of its perpetual dialogue with its readers. To this end, the discussion will use a seminal work that has not been approached from the perspective of reception theory: Samuel Beckett’s Waiting for Godot, a play whose multiple readings and performances, extending from the moment of its appearance in 1953 up to the present day, provide evidence that the survival of the literary work depends on its ability to give answers to the questions posed by successive generations of readers and recipients. The article will also prove, in the undertones, that the endurance of any critical theory depends on how far it is anchored in history and culture, how far it can continue to answer the questions of readers and how far it can continue to sustain the insightful understanding and analysis of literature.
|