المستخلص: |
جاءت هذه الدراسة بعنوان: أسباب النصر والتمكين للدولة الموحدية في عهد المنصور يعقوب بن يوسف الموحدي (595 -580 ه)، وهي توضح حجم النجاح الإسلامي الذي حققه المنصور في دولته رغم ما أحاط بها من أخطار داخلية وخارجية، فمهدت للدراسة بالحديث عن نشأة الدعوة الموحدية، ونجاحها في إقامة الدولة وتوطيد أركانها، ثم قمت بتعريف عام عن المنصور وصفاته الشخصية، والظروف العامة في المغرب والأندلس التي سبقت توليه الحكم كجزء مهم للدراسة. فبدأت حديثي عن مكونات المنصور الشخصية وحياته العملية وأحواله الصالحة، التي أهلته ليضلع بمهمة تجديد حركة الإصلاح الديني عبر العلماء، وإحياء تعاليم الإسلام الصحيحة بالكتاب والسنة، ثم القضاء على أهل البدع والمناهج الضالة والأفكار الفاسدة، التي وقفت حاجز أمام عجلة التغيير والإصلاح. ثم تطرقت إلى آثار عجلة التجديد أولا على المستوى الإداري من خلال اختيار البطانة الصالحة، ومواصلة الرقابة على أجهزة الدولة والرعية ومتابعتها، وتحقيق العدل، ثانيا على المستوى الحضاري من خلال بناء الدولة ومؤسساتها وتشييد معالم الإسلام وتطوير الاقتصاد، ثالثا على المستوى السياسي من خلال معالجة أزمات الدولة كاحتواء أعداء، ومناصرة أشقاء، وتحقيق أمن، عبر إدارة سليمة أدت لتحسين السلطان وتفخيمه، أوصلت الدولة إلى عصرها الذهبي. وانتهت الدراسة إلى النجاحات العسكرية، فذكرت دور الأمن الداخلي في الحفاظ على الاستقرار من خلال تحصين الدولة، والقضاء على الخارجين عليها، ثم تطرقت لأنواع التخطيط الحربي وأشكاله ودوره في صناعة النصر الذي بلغ ذروته في موقعة الأرك الكبرى التي عكست نجاح الدولة الكبير على كافة المستويات التي ابتدأت بها الدراسة، ففصلت في أحداث المعركة وانتصاراتها، والعبر المستفادة منها، كنموذج تطبيقي عند دراستها كحالة ميدانية فريدة تمثل الذروة التي وصل إليها المنصور في تحقيق أسباب النصر والتمكين لدولة الموحدين في عصرها الذهبي.
|