| المستخلص: |
يتناول البحث تأثير الثورة المعلوماتية في عالم الاتصالات علي قيم وتقاليد القضاء المتمثلة في الاستقلال والحياد والحيدة والموضوعية والتجرد والغيرية التي تعد في حد ذاتها ضمانات للمتقاضين أمام القضاء، وهذه القيم جميعها تضع إطارا عاما علي مسلك القاضي في تعاملاته علي منصة القضاء وخارجها، المتمثل في الالتزام بالتحفظ بوجه عام ، ويستعرض البحث سريعا مظاهر تأثير العصر الرقمي علي عمل المؤسسة القضائية ككل، ومدي إسهام تطورات عصر التكنولوجيا في تحقيق سرعة الفصل في الدعاوي، ويتناول بشكل تفصيلي كيفية الموازنة بين التزام القاضي بالتحفظ وحقه في التعامل مع أدوات العصر ومستجداته من وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك، والتوتير وغيرها من الصور والتعبير عن آرئه والتفاعل مع الأخرين حولها، باعتبار أن وسائل التواصل أضحت جزءا هاما وطقسا من طقوس الحياة اليومية، ويستعرض البحث تطبيقات قضائية عديدة في هذا الصدد والتي اعتبرت سلوك القاضي في بعض الحالات يمثل خروجا علي الالتزام بالتحفظ .وتتمثل إشكالية البحث في مدي كفاية النصوص الحالية في القوانين المختلفة وما تضمنته من قيم وتقاليد قضائية والتزامات مفروضة علي القضاة بما يتفق وطبيعة عملهم مع مستجدات العصر وأدواته من ثورة تكنولوجية هائلة في عالم الاتصالات، مما أحدث تغييرا جذريا في مفهوم العلم العام والعلم الشخصي للقاضي والحدود الفصل بينهما، ومفهوم الصداقة والصلة التي تحول دون نظر القاضي الدعوي ومصطلح الصداقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي .وتمت دراسة إشكالية البحث وفق المنهج التحليلي المقارن، بالتطرق إليه في كل من النظام الأنجلو أمريكي والنظام اللاتيني، بالإضافة إلي القانون المصري وبعض قوانين الدول العربية، باعتبار أن قيم وتقاليد القضاء عالمية السمات، لا تتغير بالزمان أو بالمكان نظرا لطبيعة مهمة ورسالة القضاء؛ ألا وهي تحقيق العدالة بتطبيق القانون نصا وروحا، ومن ثم لا تختلف تلك القيم والمعايير الحاكمة لعمل القضاء من نظام قانوني عن آخر إلا في حدود ضيقة. ورغم مظاهر تأثير الثورة التكنولوجية علي كافة مناحي الحياة بما فيها علي المنظومة القضائية ذاتها، إلا أنه مازال موضوع تواصل القضاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمثل إشكالية كبيرة نظرا لعدم معالجته تشريعا، حتي في الأنظمة القانونية التي تبنته مثل كندا والولايات المتحدة، مازالت هذه القواعد إرشادية، إلا أنها تدخل في نطاق الالتزام العام الواقع علي عاتق القاضي، نظرا لحساسية وخصوصية مركزه، وطبيعة مهمته التي توجب عليه أن يتخذ كل أسباب الحيطة والحذر في تعاملاته، وأن يتصف بالتجرد والحيدة والنزاهة، وأن يلتزم بمبدأ التحفظ، باعتبار أن المركز يقيد صاحبه، ولذا يتعين أن يكون القاضي حذرا في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بما يحفظ هيبة القضاء ووقاره، ويعزز ثقة الجمهور في المؤسسة القضائية، ولابد من توعيته من خلال إنشاء برامج تدريبية للسادة القضاة وأعضاء النيابة العامة تتضمن التبصير بوسائل التواصل الاجتماعي من حيث مفهومها، وصورها ، مزاياها وعيوبها.
The study treats the impact of digital age on the values and traditions of the judiciary of independence, neutrality, impartiality, objectivity, impartiality, which in themselves are guarantees for litigants in litigation before the judiciary. These values set a general framework for the judge's conduct in his dealings on the judiciary and outside; this commitment is obligation of reservation in general. The study quickly reviews the effects of the digital age on the work of the judicial institution as a whole, and the contribution of developments in the era of technology in achieving the speed of adjudication in the cases, and deals in detail how to balance between the right to deal with the tools of the era and new developments of social media , Facebook, tweeter and other images and express his opinion and interact with others around them, as the means of communication has become an important part of rituals of daily life. The search finally reviews the judicial judgments jurisprudence in this regard and in some cases, the judge's conduct was considered to be a departure from the obligation to make a reservation. The study deals with the adequacy of the current texts in the various laws and their values and judicial traditions and the obligations imposed on the judges in accordance with the nature of their work with the latest developments and tools of a huge technological revolution in communications that the world has become a small village which has radically changed the concept of public and personal knowledge of judge, the concept of friendship and the link that prevents the judge from viewing the case and the term friendship through social media. The Methodology and Scope of Study is according to the comparative analytical in both the common law and Positive law, in addition to the Egyptian law and some laws of the Arab countries, considering that the values and traditions of the judiciary are universal, do not change in time or place due to the nature of mission of the judiciary; the notion of Justice does not differ from a legal system to another only within narrow limits. Despite the effects of the technological revolution on all aspects of life, including the judicial system itself, it is still problematic because of its lack of legal treatment, even in the legal systems adopted by Canada and the United States. These rules are still indicative, but fall under the general obligation of the judge, given the sensitivity and privacy of his position which required him to take all the reasons for caution in his dealings, and be characterized by impartiality, and integrity, and abide by the principle of reservation.
|
