المستخلص: |
كشف البحث عن الميديا الجديدة وفراسة ابن خلدون في إعادة تشكيل الخبر والمجتمع والعالم. وبين البحث أن الرحلة العربية من الإعلام إلى الميديا لم تكن سهلة البتة، بقدر تعثرها في الوصول بعد إلى غايتها، وإنها ما تزال إشكالية متواصلة يحتدم بشأنها جدل كبير، فضلاً عن أنها مبحث هائل متعدد الأبعاد بين ما هو معرفي وما هو تقني، وما يتصل بالتاريخ وما يرتهن للثقافة والحاضر وما يتفاعل في نفس الفرد كما في المجتمع. كما أوضح البحث أن تاريخياً ربط مصطلح الإعلام بمؤسسات الصحافة المكتوبة، ثم انضمت إليها الإذاعة فالتلفاز، وكانت وظيفته تتمثل في إنتاج مضامين معدة مسبقاً وموجهة للجمهور. وأن الفضاء الإلكتروني مثل انفتاحاً غير مسبوق ولا مثيل له في تاريخ الثقافة العربية، وشكل في الوقت عينه انكشافاً غير مسبوق لأمراض هذه الثقافة وعلّاتها حيث وجدت، ومن خلال أمراض الثقافة والمعرفة والسياسة وما إليها، تجلت أمراض السلوك والمجتمعات، وأمراض الأفكار المسبقة والعادات الطاغية والتقاليد الحاكمة. وأن تداخل وسائل الإعلام التقليدية وإنتاجات الميديا الجديدة بتقنياتها التي قربت المسافة بين الحدث والخبر المصور عنه، حتى جعلتها صفرا، أدت جميعها إلى تحويل الإنسان إلى متابع تشده هذا الميديا وتضطره إلى متابعتها بذهول وشغف. كما أظهر أن الدليل العملي ثبت أن الميديا لا تتوافر بفضل التكنولوجيا وحدها، فهذه التكنولوجيا توفر أدوات جديدة للحياة التواصلية والسياسية، لكنها لا تمثل العامل الوحيد في عملية التغيير المجتمعي ولا السياسي بأي حال. كما أن الإعلام العمومي لم يعمل بوصفه سلطة رابعة في الأنظمة الشمولية، ولا سيما العربية منها على وجه الخصوص؛ لأن مقبض الإثبات والإبطال تمسكه الدولة وتحركه بالاتجاه المناسب لمصلحتها واستمراريتها، فثبت ما يوافقها وتبطل ما يلحق بها الضرر. واختتم البحث طارحاً سؤال ينص على هل المواثيق الأخلاقية الإعلامية التي وضعت قبل انتشار خدمات الانترنت، ما ربحت صالحة لليوم، مثل التركيز على النزاهة في العمل الصحافي، ودقة المعلومات والأمانة والصدقية والموضوعية في نقلها وعرضها. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
|