المستخلص: |
استعرض المقال خطاب جمال عبد الناصر عام 1953 ومقدمة كتاب *"التصوف في سياق النهضة"* تحت عنوان العرب وضياع فلسطين، واللذان يلتقيان في نقطة جوهرية تتعلق بضرورة استنهاض الأمة العربية عبر مراجعة ذاتية صادقة وتبني منهج عملي فاعل. ففي خطابه حول "العرب وضياع فلسطين"، حمّل عبد الناصر المسؤولية الرئيسية للاستعمار البريطاني في دعم المشروع الصهيوني، لكنه لم يُغفل أيضاً نقد الأداء العربي الداخلي، الذي اكتفى بالخطب والاجتماعات الفارغة على حساب الفعل الحاسم. وقد دعا إلى تجاوز الطمأنينة الزائفة، واستغلال عناصر القوة الكامنة لدى العرب، وعلى رأسها النفط، لمواجهة الاستعمار وحماية المصالح العربية. أما مقدمة الكتاب، فتنظر إلى إسهامات رواد النهضة الإسلامية من زاوية مختلفة لكنها مكملة، حيث تسلط الضوء على البعد الروحي والتصوفي في مشاريعهم الإصلاحية، بدءًا من محمد عبده وصولاً إلى سعيد النورسي. وتؤكد أن هذا البعد لم يكن انعزالياً، بل جزءاً فاعلاً في عملية النهوض، تم تهميشه أو تشويهه عبر التاريخ. كما تطرح المقدمة مفهوم "الولاية الصوفية" كقوة معنوية يمكن أن تساهم في تجديد البناء الحضاري العربي والإسلامي. يجمع النصان، إذاً، بين دعوة سياسية واضحة للعمل الجماعي والتحرر الوطني (عبد الناصر)، ودعوة فكرية-روحية لتجديد المشروع النهضوي من داخله (الكتاب)، ما يعكس تكاملاً بين السياسي والروحي في مواجهة التحديات، ويعيد التأكيد على أن أي نهضة حقيقية لا بد أن تُبنى على وعي نقدي بالواقع وتحرّك فعلي نحو تغييره. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|