المستخلص: |
منذ إنشاء أول مكتبة وقفية في إستانبول في ١٤٥٩م، شهدت تلك المدينة إنشاء أماكن قراءة عديدة بفضل المؤسسات الوقفية. وكانت تلك الأماكن في الأساس مكتبات صغيرة، أنشأها الحكام، والأغوات، والباشوات، وعلماء الدين. ومن بين الأربعين مؤسسا الذين سنذكرهم هنا، لا يوجد إلا سبعة أشخاص لم يكونوا ينتمون لتلك الفئات. وكل تلك المكتبات تقريبا كانت مخصصة لمؤسسات دينية (مدارس، ومساجد، ومقابر، وتكيات). وكان معظمها يتركز في قلب مدينة إستانبول، وبعضها يوجد في ضواحي أيوب وقاسم باشا وزنجلريكويو وأوسكودار. وصفة «الوقفية» توضح الطبيعة الدينية لتلك المكتبات، فقد كانت تضم مصاحف وكتبا في الحديث والفقه وعلم الكلام، بالإضافة إلى كتب في اللغات. وحتى مكتبة جهانجيز (أنشأها محمود بن عبد الله المنان) التي كانت الوحيدة التي تحوي قصصا شعبية، لا تنفي هذه القاعدة. وفي القرن السادس عشر، كان الشرط الوحيد لإعارة كتاب هو أن يبقى في إستانبول. وقد كانت تلك المكتبات مقدمة للمكتبات المؤسسية التي ظهرت في القرن السابع عشر.
|